عند التحدث عن المسؤولية قد يتبادر للذهن مسؤولية الوالدين أو بعض المسؤولين في شتى القطاعات.. نعم هؤلاء مسؤولون جميعًا ولكن ليسوا وحدهم، فنحن جميعًا علينا مسؤوليات كبيرة وكثيرة تجاه الوطن، والدين والأهل والمدرسة، وتحمل المسؤولية من باب أولًا أن يزرع في نفوس النشء منذ الصغر ولو بالبسيط، وتدريب الطفل وتعويده على تحمل المسؤولية لا يأتي إلا بالمران وزرع الثقة وتحمل مسؤولية بعض المهام البسيطة التي تناسب عقولهم وأعمارهم، هذا بالنسبة للأسرة، أما البيت الثاني للطفل وهو المدرسة فيستحسن أن يكون هناك تكثيف للنشاط المدرسي الذي يربط بين النظرية والتطبيق، فهذا ينمي في الطالب روح المسؤولية وخصوصًا نشاط الكشافة والتي تشجع الطالب على العمل التطوعي وتشعره بأنه شخص مسؤول وله دور في المجتمع، أيضًا الإعلام عليه دور في ذلك حيث يمكنه إيضاح بعض المهام التي يمكن للشاب أن يقوم بدوره من خلالها وتحديد هذه المسؤوليات من ناحية الوطن والمجتمع الذي يعيش فيه هذا الشاب لأننا لا نريد خروج جيل غير مبالٍ اتكالي يعتمد على الآخرين في كل شيء، على سبيل المثال بعض الأسر منذ البداية تخطط لأبنائها كيف يعيشون ومن يصادقون وحتى ماذا يلبسون، فهذا قد يقتل روح المبادرة في نفوس الأبناء مما يجعلهم أشخاصًا اتكاليين لا يتحملون المسؤولية، يجدون ما يريدون دون أن يسعوا لتحصيل هذا المراد، وعلى الأسر التي تتعامل مع المراهق على أنه طفل تغيير هذه المعاملة وتحميلهم مسؤولية بعض الأمور المهمة والأساسية وليس فقط الرغبة في تخفيف الأعباء عن الآخرين. عدم تحمل المسؤولية منذ الصغر ينجم عنه آثار جانبية ستبرز مع مرور الأيام، منها ضعف الشخصية والخوف من الفشل، والاستهتار ببعض الأنظمة والقوانين، والهروب من اتخاذ القرارات.. أما الزواج المبكر فأعتقد لن يسهم في تحمل المسؤولية بالنسبة للشباب والفتيات لمن يرى بأنه الحل.. الشاب الذي لا يتحمل مسؤولية نفسه كيف به يتحمل مسؤولية زوجة وأسرة وأطفال في المستقبل تحتاج إلى تحمل مسؤوليات عدة، فالزواج مسؤولية كبرى وحياة مختلفة ومستمرة إلى الأبد، حالات طلاق وللأسف حدثت بسبب عدم تحمل المسؤولية من قبل الزوجين. خاتمة: تحميل الأبناء على الحاجة وإثقال كواهلهم ليس حلًا وإنما تعويدهم على تحمل المسؤولية بالتدريج حل معقول وممكن. ريماس محمد - الباحة