أصبح شبابنا الآن يستخدم اليوتيوب لتسجيل حاجاته وإيصال صوته من خلاله لرفع المعاناة التي يواجهها في إيجاد فرص وظيفية تؤهله لحياة كريمة ومن ثم بناء أسرة وتملك منزل وقد بث هذا الموقع فيلم لا يتعدى العشر دقائق باسم «مونوبلي» يرصد قصصا مختلفة لخمسة من الشباب بأسماء وهمية أولها كانت للشاب « محمد القحطاني» الذي ضاق ذرعاً من ارتفاع الإيجارات العقارية (والتي بلغت عنان السماء خلال الخمسة أعوام الماضية ) فقام بشراء سيارة «فان» وتجهيزها بالأثاث وكافة الاحتياجات المعيشية اللازمة لاستغلالها كمسكن متنقل ليس ذلك فحسب بل قام بتزويدها بخدمة الانترنت وإيصالها بشاشة عرض تليفزيوني خارج السيارة لعرض أفلام الأطفال مقابل خمسة ريالات للطفل وقد لجأ إلى هذا المشروع البسيط بعد فشله في إيجاد فرصة وظيفية مناسبة تعينه على توفير أبسط متطلباته المعيشية ، وأخذ يتنقل بمسكنه «الفان» بين الأحياء ومن شاطئ لآخر ، وذات يوم تقدم لخطبة فتاة وبعد انتظار دام طويلاً قوبل طلبه بالرفض نظراً لعجزه عن استئجار المسكن المناسب أو التحاقه بوظيفة تؤمن حياته وتمكنه من بناء أسرة . «عبد المجيد الكناني» مدرب كرة قدم سعودي تعلم فنونها وعشق سحرها قرر الهجرة إلى البرازيل لممارسة هواية التدريب وإشباع طموحة الكروي وهناك مُنح سكنا مجانيا متواضعا وشرع في تدريب الأطفال في بعض الأحياء العشوائية واستطاع ادخار ما يقارب المائة ألف ريال وينتظر الحصول على قرض الإسكان ليعود لوطنه ويحقق حلم شراء شقة سكنية ولكن سرعان ما تبخرت أمانيه وتبددت أحلامه بعد انتهاء اقامته في البرازيل فاضطر لمغادرتها والتوجه الى «الأكوادور « ليصبح أحد تجار المخدرات هناك. «عبد الرحمن الطعجي» سهر الليالي واجتهد للحصول على شهادة علمية مرموقة وتحقق له ذلك فالتحق بكلية الطب والآن بمرحلة الامتياز ولكنه يتقاضى راتباَ شهرياً لا يتعدى الستة آلاف ريال لن يمكنه من الإقدام على الزواج وتأسيس حياة أسرية كريمة في ظل شبح ارتفاع التكاليف المعيشية التي تواجهنا . يذكر الدكتور/ عبد الرحمن أن الهامور الأمريكي (واستخدم أسماء مثل ستيف جوبس وبيل جيتس ) أفضل من مثيله السعودي لكون الأول يبيع علماً ينتفع به أما الآخر فهو يبيع الأراضي بأعلى الأسعار . «محمد الموسي» مهندس يعمل بنظام التعاقد المباشر مع شركة لديها مشاريع مع الدولة وعندما انتهي عقد الشركة وجد نفسه بدون وظيفة ولا يوجد أي نظام يحميه فأصبح عاطلاً عن العمل وتقدم بطلب إعانة العاطلين وعندما تأخر صرف الإعانة أقدم على الانتحار. بالرغم من تحفظي على بعض ما شاهدت في هذا المقطع تظل هناك حقائق يجب أن نسلم بها أولها أن (89%) من المواطنين لديهم قروض بنكية وأن (70 %) لا يملكون مساكن وأن المواطن الراغب في تملك سكن شخصي يجب أن لا يقل دخله الشهري عن 15 ألف ريال وهم لا يمثلون أكثر من (10 %) من إجمالي عدد سكان المملكة . همسة : المشكلة الحقيقية تكمن في ارتفاع أسعار الأراضي والتي وصلت إلى أرقام خيالية وأن فرض الرسوم على الأراضي البيضاء سوف يساهم بشكل جذري في حل هذه المشكلة وسرعة البدء في تنفيذ المشاريع السكنية .