لا يمكن أن يستقيم الحال لأمة على وجه المعمورة «تنشد البناء المدني» وفئات من مجتمعها تؤمن بالتخريب والاعتداء والعنف! ويشكل السلم الأهلي لأي مجتمع ركيزة حضارته وتطوره والعنوان الأبرز لتفوقه وإبداعه؛ وفي المقابل فإن التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة تحت أي ذريعة ما هو إلا نوع من أنواع الفوضى والغوغائية البشرية التي تعوق التقدم وتقوض أي حراك ثقافي ومدني؛ وقد تفشى في بعض البلدان العربية مؤخرًا قيام مجموعات «متطرفة» باستعمال الأيدي ومداهمة الصروح الثقافية وغيرها بدعوى الإصلاح والتغيير؛ فأي تغيير يقوم على التطرف والغلو والإرهاب؟! إن غياب الثقافة المجتمعية الراقية كفيل بإحلال الفوضى ونشوب الصراعات الطائفية والاثنية؛ وذلك نكوص إلى الجاهلية الأولى مع اختلاف الأزمنة والأمكنة؛ ولاشك أن المنهج النبوي المحمدي القويم قام وبني في الأصل على الإقناع والحوار؛ ووصلت رسالة الإسلام بكل معانيها السمحة إلى العالم الآخر دون تطرف أو ترهيب؛ أما في قضايا الإصلاح المتعددة فإن الإصلاح يجب أن يبدأ أولًا بالفرد، ومن ثم ينتقل إلى المجتمع بأكمله، فالمجتمعات التي تعاني من تخلف عن الركب هي التي قبلت في الأصل بقضية الفساد، وشجعت على استفحالها! وما أحوجنا اليوم في كثير من المجتمعات العربية إلى وعي بإصلاح الذات كي نصل إلى مجتمع يدرك معنى الحرية التي تتنافى كليًا مع التخريب والإفساد في الأرض! ليتنا نتعلم في مجتمعاتنا العربية قيمة الحوار قبل أن يتهافت المخربون على مقدرات وموروثات بلدانهم ليخربوها وينهبوها بذريعة المطالبة بالحقوق!! لندعم منال تلقيت عبر بريدي الإلكتروني رسالة تطالب بالوقوف إلى جانب مشروع فتاة سعودية في مقتبل العمر من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تنافس «منال الأزوري» من مدينة جدة على جائزة عالمية في مجال تصميم الملابس. وتخضع الجائزة التي تمنح في بريطانيا لتقييم المنظمة العالمية لشباب الأعمال، وبدوري أتمنى على الجميع دعمها والتصويت لمشروعها الذي بلا شك يؤكد حرص الفتاة السعودية على النجاح بغض النظر عن المصاعب والظروف. [email protected]