لي مع إذاعة جدة ذكريات وصداقات تمتد إلى أكثر من 25 عامًا، وأعتز أن بدايتي الصحفية كانت من خلال أخبار ومتابعة نشاطات إذاعة جدة، وكانت لي زاوية يومية كنت أكتبها في جريدة عكاظ عام 1407ه بعنوان «تستمعون اليوم»، أقدم فيها فقرات لأبرز البرامج يوميًا، وكانت زاوية مقرؤوة ولها متابعوها بما يؤكد ما للإذاعة من حضور جماهيري جيد. وعاصرت في إذاعة جدة أسماء كبيرة، من إعلاميين، وفنانين، وشعراء، ومثقفين، فالإذاعة جامعة بها كل الكوادر الإعلامية الأدبية المثقفة، وأتذكر أنني كنت أذهب إلى مبنى الإذاعة، فألتقي بفنان، ومذيع، ومخرج، وشاعر، فكنت أخرج من الإذاعة وأنا محمّل بالأخبار واللقاءات الصحفية الجميلة. عادت بي الذاكرة وأنا أعيش فرحة الزملاء في إذاعة جدة مساء يوم السبت الماضي بمناسبة انتقالهم إلى مبنى الإذاعة الجديد الذي يحتوي على أحدث التقنيات، وكان حفلًا رائعًا شرّفه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وقد شاهدت السعادة مرسومة على وجوه كل الزملاء والزميلات في إذاعة جدة، فالحقيقة كان المبنى الحديث مطلبًا مهمًا يطالب به الإذاعيون منذ سنوات، والحمد لله فلقد تحقق حلمهم، وشاهدنا مبنى مميزًا فيه كل المزايا والتقنيات الحديثة التي لا شك أنها ستسهم في الرقي بمستوى البث الإذاعي وتقديم برامج متميزة. كل الزملاء والزميلات الذين رأيتهم في الحفل كانت السعادة بادية عليهم بشكل كبير، كانوا يتبادلون التهاني وكأنه منزلهم الذين بنوه بأنفسهم، وهذا الشعور منهم يجسّد مدى حبهم لهذا الكيان الإعلامي الكبير الذي بالفعل يستحق هذا الحب والوفاء. في الحفل تحدثت مع مدير عام إذاعة جدة د. عبدالله الشائع ووجدت فرحته لا توصف وقد قالها لي حرفيًا: «هذا حلم وتحقق»، وأسعدني مدير عام إذاعة الرياض الأستاذ سعد الجريس والذي حضر خصيصًا ليشاطر اخوانه وزملاءه في إذاعة جدة فرحتهم، أسعدني وهو يقول لي: «الفترة المقبلة ستشهد تعاونًا فعالًا بين الإذاعتين وبخاصة في البرامج»، وقبل ذلك قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون الإذاعة الأستاذ إبراهيم الصقعوب في كلمته في الحفل: «لقد قفز الإعلام السعودي فتعددت قنواته الإذاعية والتلفزيونية وتضاعفت مسؤولياته، وهذا المبنى يضم أحدث تقنيات العالم في مجال البث الإذاعي». التهنئة هنا للجميع بلا استشناء، فمبنى إذاعة جدة الجديد كان حلمًا وأصبح واقعًا، ولعل من جميل الصدف أن يفتتح المبنى الجديد لإذاعة جدة شاعر ومثقف ومسؤول حكيم، سبقه والده الملك العظيم بافتتاح إذاعة جدة نفسها قبل 46 عامًا، فيا له من يوم جميل عشناه، ونحن نشاهد «خالد الفيصل» يكمل مشوار والده «فيصل بن عبدالعزيز» يرحمه الله في تقدير الإعلام وتطويره والرقي به. شكرًا لمعالي الوزير الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة.. مسؤول لا يتحدث وإنما يفعل.. ويكفي أن الإعلام السعودي بقيادته أصبح له مكانته الكبيرة، وما هذه الأحداث والمناسبات الإعلامية التي نعيشها ما بين فترة قصيرة وأخرى، إلا تأكيد وتجسيد لما يوليه معاليه من رعاية واهتمام وعشق كبير للإعلام وإيمان بدوره المهم. وإلى جميع الزملاء والزميلات في إذاعة جدة نقدم التهنئة وندعو أن يكون هذا المبنى الجديد بداية جديدة لعهد إعلامي جديد يقدم الصورة الإيجابية الهادفة نحو كل ما يتعلق ببلادنا الحبيبة. إحساس كتبت من الشعر في كل معنى ولكن وصف زينك ما بلغنا أنا ويش لون أوصف زين روحك وحكمه الذي فيك أمتحنا