لازالت مقبرة كيلو 14 في جدة تعاني من أزمة حقيقية في ظل مداهمة المياه الجوفية لها منذ عامين وحتى الآن.. ومنذ ذلك التوقيت تم وقف الدفن في هذه المقبرة الواقعة شرق الخط السريع بسبب امتلاء الحفر المعدة لاستقبال الموتى بالمياه الجوفية. وقال السكان إن وقف الدفن لم يأتِ بناءً على قرار منع من الأمانة، أو أي جهة أخرى، بل على مشاهداتهم الشخصية واطلاعهم على الوضع في المقبرة من خلال حارسها. وأضافوا إنهم منذ ذلك الحين يقومون بدفن أحبائهم بمقبرة «الحرازات» حيث يضمنون دفنهم بطريقة لائقة أكثر. وإذا كان سكان الحي حلّوا بشكل مؤقت مشكلة الأموات، على أمل بأن يأتي المستقبل القريب بالفرج على يد الجهات المسؤولة، فإن مشكلة الأحياء منهم ما تزال بلا حل، فخلال حديثنا معهم لمسنا مدى معاناتهم، وطغيان مشكلاتهم الخاصة على دائرة اهتمامهم أكثر من مشكلة مات وإن كان عزيزًا، فموضوع خزانات المياه التي ما تزال مليئة بالمياه الجوفية الملوثة، وبيوتهم المعرضة للانهيار بسبب تعرض أساساتها للمياه الجوفية، والبيارات التي ما تزال تطفح بصفة دورية جارية في الشوارع كالأنهار، متسببة في انتشار البعوض ومعرضة أطفالهم لخطر الإصابة بالأمراض، جعلتهم يتطلعون صوب المستقبل آملين بحلول لمعاناتهم أولاً، قبل ترف البحث عن حلول لأمواتهم. «المدينة» عرضت المشكلة على مسؤول ملف المياه بالأمانة مساعد الأمين المهندس محمد قطان الذي أكد صدور توجيهات سابقة من الإمارة بتسليم ملف المياه الجوفية بما فيها مشكلة المقبرة إلى شركة المياه الوطنية بمحافظة جدة لتتعامل معه. وأضاف إنه ومنذ ذلك الحين انتهت مسؤوليات الأمانة بهذا الخصوص، فيما لم تجد الاتصالات المتكررة بالمسؤول المختص في الشركة الوطنية للمياه في محاولة لمعرفة أسباب استمرار المشكلة كل هذه المدة (18 شهرًا) رغم معاناة السكان، وهل يوجد ضمن خطط الشركة حلول عاجلة لإنهاء هذه الظاهرة التي تنغص عيش المتضررين، وتهدد صحتهم وسلامتهم، ولم نتلقَ أيّ ردٍ على هذه الاتصالات.