امتدت حركة «احتلوا وول ستريت»، التي انطلقت قبل شهر بمدينة نيويورك، إلى العديد من دول العالم، التي شهدت مظاهرات واسعة امس ، للتنديد بما يصفه المحتجون «هيمنة النخبة المالية»، وللمطالبة بتوفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز العدالة الاجتماعية. وانتقلت شعارات الحركة الاحتجاجية عبر المحيط الأطلسي، إلى عدد كبير من عواصم القارة الأوروبية، بالإضافة إلى بعض العواصم الآسيوية والأسترالية، في الوقت الذي بدأت فيه احتجاجات «وول ستريت»، خلال الساعات الأولى من صباح امس ، تتخذ منحى آخر في المدينةالأمريكية.اذ قامت حشود المحتجين « ضد وول ستريت» بالتجمع فى ساحة « تايمز سكوير» فى نيويورك فى مشهد لم يصدقه السياح وشهدت نيويورك ليلة عاصفة ، دفعت السلطات إلى إعلان حظر التجول خلال الليل، بعد قيام الشرطة باعتقال نحو 70 محتجاً، غالبيتهم كانوا في ميدان «الميدان «، وفي وقت مبكر من صباح الأحد، طردت الشرطة المحتجين من أحد المتنزهات العامة، كما أغلقت مداخل حديقة «واشنطن سكوير.» وبعد انتهاء ساعات حظر التجول عاود المحتجون قرع الطبول وترديد الشعارات المناهضة للسياسات الاقتصادية العالمية، التي يعتبرون أنها تسببت في تردي الأوضاع الاجتماعية، وهيمنة رجال الأعمال على السلطة، ومنها «نحن نشكل 99%»، و»هذا ما تبدو عليه الديمقراطية»، و»البنوك سرطان.» وفي القارة الأوروبية، شهدت العاصمة الإيطالية روما أحداث عنف دامية، أسفرت عن سقوط 70 جريحاً على الأقل، بينهم 40 من أفراد الشرطة، كما اندلعت عدة حرائق في مبان حكومية، بعد رشقها بزجاجات المولوتوف، من بينها مبنى تابع لوزارة الداخلية، ولم يتوفر على الفور عدد المعتقلين. وقالت مصادر الشرطة إن مئات من مثيري الفوضى، والذين انضموا إلى مسيرة سلمية كانت تجري في روما، ضمن حركة احتجاجات عالمية، قاموا بالاعتداء على بعض المصالح العامة والخاصة، وحطموا زجاج النوافذ، وأشعلوا النار في عدد من السيارات، كما قاموا بمهاجمة أفراد الشرطة. وقالت مراسلة مجلة «نيوزويك»، باربي نادو، : «لقد كانت عملية اختطاف بكل معنى الكلمة من قبل هؤلاء الفوضويين، وكانت الشرطة في غاية العصبية، مما أدى إلى توتر الوضع إلى حد بالغ»، وأضافت قولها: «لقد شاهدت بنفسي، على الأقل، ما يمكنني القول، أكثر من عشرة جرحى كانوا في حاجة إلى نقلهم للمستشفى.» وتابعت أن اثنين على الأقل من أفراد الشرطة في حالة حرجة، كما أن شابين صغيرين فقدا أجزاء من أيديهما، نتيجة انفجارات نجمت عن سيارات أضرم المحتجون فيها النار.» وفي العاصمة البريطانية لندن، قاد مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانغ، مسيرة احتجاجية حاشدة، شارك فيها الآلاف حملت عنوان «احتلوا لندن»، ورددوا شعارات « سلمية سلمية « وهى ذات شعارات الانتفاضة المصرية وانطلقت المظاهرات من كاتدرائية «سان بول»، في طرف الضاحية الاقتصادية من المدينة إلى وسط العاصمة. وقال المحتجون لوسائل الاعلام انهم تلقوا نصائح من ثوار ميدان التحرير بكيفية التعامل مع قنابل الغاز واستخدام الببسى كولا والكوكاكولا او البصل لازالة اثارها وشهدت عواصم أوروبية أخرى، من بينها مدن مدريد وبرلين وبروكسل، احتجاجات واسعة، شارك فيها عشرات الآلاف، تركزت غالبيتها على الأحياء المالية وشوارع البنوك، دون أن يتم الإبلاغ عن سقوط مواجهات بين الشرطة والمحتجين. يُذكر أن حركة «احتلوا وول ستريت»، التي تستوحي احتجاجاتها من «الربيع العربي»، قد بدأت بنيويورك في 17 سبتمبر/ أيلول الفائت، لتمتد إلى مدن أمريكية أخرى منها لاس فيغاس، وأريزونا وواشنطن، وتهدف إلى تسليط الضوء على هيمنة المؤسسات المالية النافذة على اقتصاد أمريكا والعالم بأسره.