شهدت بعض المدن والعواصم الأوربية أمس السبت، احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية، وسياسة البنوك فى بلادهم، ففى ألمانيا شهدت أكثر من 50 مدينة خروج آلاف المحتجين الرافضين للنظام الاقتصادى ولسياسة الشركات والبنوك الكبرى. ورفع المحتجون لافتات تقول: "أنتم تدمرون مستقبلنا" و"أنتم تلعبون بحياتنا"، وكانت أكبر هذه المظاهرات فى فرانكفورت أمام البنك المركزى الأوربى، حيث احتشد حوالى 5000 شخص، بحسب تقدير الشرطة، تحت شعار "احتلوا فرانكفورت"، أسوة بمبادرة "احتلوا وول ستريت" التى انطلقت فى نيويورك. كما شهدت مدن كولونيا وهامبورج وهانوفر وشتوتجارت وغيرها مظاهرات مشابهة. العاصمة الإيطالية "روما" شهدت أعنف هذه الاحتجاجات، حيث أصيب أكثر من 70 شخصا على الأقل جراء الاشتباكات التى وقعت بين الشرطة والمتظاهرين فى روما. وأوضح تليفزيون ال "بى بى سى" البريطانى، أنه تم تنظيم هذه المظاهرات على غرار "مظاهرات احتلوا وول ستريت" بالولاياتالمتحدة للاحتجاج على تزايد الأزمة المالية. وتفيد التقارير أن الشرطة الإيطالية ألقت القبض على العديد من المتظاهرين فى روما، بعد أن قام متطرفون ملثمون بمهاجمة الممتلكات، كما أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين الذين كانوا يلقون بالزجاجات على أفراد الشرطة. وتشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص شاركوا فى مظاهرات روما بطريقة سلمية فى البداية، ولكن متطرفين يرتدون ملابس سوداء تسللوا بين الحشود، وبدأوا فى مهاجمة الممتلكات، حيث أشعلوا النيران فى مكاتب تابعة لوزارة الدفاع الإيطالية. وأشار التلفزيون البريطانى إلى أنه تمت مهاجمة واجهات المتاجر وأحد البنوك، وإشعال النيران فى ثلاث سيارات وعربة تابعة للشرطة. كما شارك الآلاف فى العاصمة البريطانية لندن فى مظاهرة، للتعبير عن عدم الرضاء عن السياسات المالية التى تؤدى إلى المشاكل الاقتصادية التى تعانى منها عدة دول حول العالم. ونظمت المظاهرة حركة "المملكة المتحدة دون خفض للإنفاق"، وتحت شعار "احتلوا بورصة لندن"، حيث شارك فيها نحو 5000 من مجموع 13700 شخص قاموا بتسجيل مشاركتهم على موقع المظاهرة على الإنترنت. ويعتزم المتظاهرون السير من مكان التجمع أمام كاتدرائية سانت بول، وحتى مبنى البورصة البريطانية، حاملين شعارات تدعو إلى وقف خفض الإنفاق ووقف تسريح العاملين. ومن جهة أخرى، انتشرت الشرطة البريطانية على مقربة من الكاتدرائية، وقامت بإغلاق محطة مترو الأنفاق القريبة منها، كما قامت بنشر تعزيزات على الطريق المؤدى من الكاتدرائية وحتى مقر البورصة. وقالت شرطة العاصمة إنها عززت من إجراءاتها الضرورية لحماية الأمن فى وسط المدينة. واحتشدت مجموعة من النشطاء فى شوارع العاصمة الكورية الجنوبية سول، للاحتجاج على ما سموه "جشع مجموعات الشركات والهوة المتسعة بين الدخول فى كوريا الجنوبية"، لينضموا بذلك لحركة "احتلوا وول ستريت" التى بدأت فى الولاياتالمتحدة. وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية، أنه على الرغم من الجو الخريفى الممطر تجمع حوالى 250 ناشطا أمام مقر لجنة الخدمات المالية، أكبر منظم مالى فى البلاد، والذى يقع فى مقاطعة يويدو المالية.