نتألم كثيرًا عندما نفقد أعزاء جمعتنا بهم صدف الحياة، وننشد فيهم المحبة والوفاء لهم، ونذكر وفاءهم لمهنهم وإبداعاتهم، ومن هؤلاء الأستاذ القدير عبدالستار صبيحي -رحمه الله- الفنان والإذاعي الذي جمع مواهب عديدة في شخصه المتواضع الخلوق، وإنني تعودت ألا أنسى من يقدم لي بصمة جميلة أو هدية تقدير واحترام معنوي تدفعني إلى الطموح والحلم، فأذكر لأستاذنا صاحب الصوت الإذاعي الجميل عبدالستار صبيحي رحمه الله الذي أدخلني بوابة أو باب الإذاعة لأول مرة قبل سنوات عديدة عندما كنت في مقتبل الطموح؛ لأقدم للقارئ صورة عن سهرة غنائية كانت تُقدم للتلفزيون وكان بطلها هو وكثير من النجوم أتذكر منهم حمدان شلبي وغيرهم من الفنانين الموسيقيين والمطربين وممثلي الإذاعة والتلفزيو،ن وحقيقة لا أذكر اسم المخرج إن لم يكن أستاذنا عبدالله رواس وكان بيننا فنان من مكة اسمه حسن يوسف ذلك الصوت الجميل المحتجب الذي قدم فلكلورًا معروفًا «سرى الليل ونايم البحر» وأخرى لا شب أهيف مبرقع والعبيد اثنين.. وفي تلك الليلة نسيت ما جئت من أجله -في تلك السهرة الممتعة- وأحسست بإنسانية هذا الرجل ودعمه للشباب عندما كنت مغادرًا، فمنعني من المغادرة وقال لي أنت منا وفينا وابننا ولن تخرج حتى ينتهي كل شيء أو ينتهي التسجيل، دارت أمامي أخلاق هذا الرجل وتقديره وخفة ظله التي كانت في تلك السهرة وخارجها أيضًا، وأنا أغادر بوابة التلفزيون التقيت به مودعًا وقال: أتمنى أن تكون سعدت معنا، ولم يعاملني كغريب أو كإنسان جاء من أجل مهمة، وأدركت حينها أن هذا الرجل مليء بالمواهب وكم أطرب إلى سماع صوته.. وبخاصة عندما يكون مذيعًا. * قد يكون العتاب جميلًا.. ولكن لا نتمنى أن يصل إلى سوء الفهم.. ومع الاحترام والتقدير لبعض مقدمي البرامج والمذيعين في قنواتنا المحلية المسموعة والمشاهدة -وأيضًا العربية- ينقسمون إلى فئتين، الفئة الأولى بعض المذيعين القدامى أصابهم الخرف.. فهم يفتون في كل شيء.. ويدّعون أنهم على ثقافة عالية ويحللون المستمع سواء كان مشاركا.. أو مستمعًا ويتحدثون كثيرًا دون فائدة ويذهب أكثر الحلقة وهم يتحدثون.. واخطاؤهم كثيرة جدًا واتخذ لنفسه برنامجًا خاصًا به يلقي فيه الشعر وأصواتهم ليس لها صدى مع المايكروفون وبعضهم تحوّلوا إلى شعراء بالقوة الجبرية ويدّعون فهمهم الشعر، والفئة الثانية.. الجيل الحالي وبعضهم أصواتهم في غاية النعومة وتمل سماعهم أو مشاهدتهم وإعدادهم سيء وأفكارهم التي يقدمونها بدائية جدًا ولا يصلحون كأصوات جاذبة للمستمع أو المشاهد إطلاقًا ومع ذلك يواصلون الركض دون إحساس منهم أن المتابع سئم منهم خاصة أن بعضهم يطلق نكتة باهتة جدًا.. ويضحك مع نفسه لأنه أفلس وخبرته لا تساعده في تقديم أي شيء.