مِنْ بُطيْني قلبي، الأيمن والأيسر، ومِنْ أذَيْنيْه، كذلك الأيمن والأيسر، ومِنْ عضلته، وصمّاماته، وشرايينه، أتمنّى أن يكون تفكير هيئة الطيران المدني في التصريح لخطوط الطيران الخليجية للعمل داخل المملكة تفكيرًا جدّيًا، لا تفكيرًا ليليًا تمحوه أولى تباشير النهار، فخطوطنا الوطنية، وبأمانة، لم تعُدْ عصفور في اليد خيرٌ من عشرة على الشجرة، فمع تدني جودة خدماتها، ستكون الخطوط الخليجية بما وصلت إليه من تطوّر واحترافية كبيرة بديلًا يُقبل عليه مسافرو الداخل!. خطوطنا، للأسف، حوّلت السفر الداخلي لقصةٍ من المعاناة، وخذوا كمثال أشهر وأكثر محطّتيْن تقلع منهما وتهبط فيهما، وهما جدّة JED والرياض RUH، حسب ما يُكْتبُ رمزُهما على بطاقات الصعود للطائرة، والمُفارقة في حروف مُختصر RUH هي إمكانية تحويلها لسؤال: R U Happy، أو: هل أنت سعيد؟ وجواب أيّ مسافر بين المحطّتين هو كلاّ ثمّ كلاّ، فالحجز عسير، وغالبًا مستحيل، سواء في مكاتب الخطوط، وبالهاتف، والإنترنت، في الأوقات العادية، والمواسم الدينية، والسياحية، والإجازات، ومن يظفر بحجز على الدرجة الاقتصادية، أو الأفق، أو الأولى، أو مع العفش، أو على الجناح، أو داخل الصندوق الأسود، فهو محظوظ جدًا، وقد قلبت الخطوط عامل كثرة المسافرين بين المحطّتيْن من حافزٍ تتوسّع وتربح معه المزيد، إلى أزمة نقل لا تحصل حتى في دول العالم المكتظّة، ناهيكم عن تأخّر الرحلات، وتدني الخدمات، في الأرض والجو، وأمام الكاونترات، وداخل الطائرات، وغياب التعامل المحترف من الموظفين، وتواضع التموين، وكثرة الواسطات، ووو....!. الزُبْدة: عصفورنا (تعبان)، فلا مناص من عصافير الجيران!.