* لم يكن الانتماء للوطن في أي ثقافة وفي كل الأزمان مجرد حقوق ذاتية فقط بل قبل ذلك واجبات. فالفرد الذي ينظر فقط إلى حقوقه هو ومصالحه الخاصة ويقدمها على حقوق الوطن وحقوق المجتمع هو أناني وقد يصل في مرحلة إلى "الخيانة" حين يترك مصالحه الفردية الضيقة تقوده إلى خدمة مصالح خارجية. * المواطن الحقيقي المخلص لتربة أرضه لا يساوم على وطنه أو استقراره بل يرى ذلك أي المساومة خيانة عظمى ولهذا يدافع بكل قوته وجهده للحفاظ على استقرار الوطن لأن في ذلك استقرارًا له هو قبل غيره، بل إن تحقيق مصالحه الخاصة والذاتية لن تتحقق إذا كانت حالة الوطن غير مستقرة وغير آمنة. * يقال إن أحد الخونة أبلغ الحاكم الأموي في العراق عن رسول الحسين بن علي رضوان الله عليهم عندما أرسله إلى أهل العراق وبعد القبض على الرسول وقتله توقع ذلك الخائن أن يتولى منصبًا رفيعًا أقله أن يكون بين حراس الحاكم الخاصين فكان أن تلقى ردًا قاسيًا يعتبر درسًا لكل خائن حين رفض الحاكم قائلًا له: «لا يمكن أن أقبل بتعيين خائن في حرسي». وقد عُرض هذا المشهد في مسلسل الحسن والحسين الأخير. * من الولاء الحقيقي للوطن اللا حيادية في التعامل مع «الخونة» فكل من يشعر بأنه منتم صادق لتربة وطنه عليه أن يكون سدًا منيعًا لكل من تسول له نفسه المساس باستقرار وطنه أو الارتباط بقوى خارجية، وأن يكون قبل أي فرد مدافعًا عن أمن المجتمع وترسيخ الولاء الحقيقي له.. أما الذين يتحججون بمبررات واهية كالتأني في حزم التعامل أو تبرير الخزعبلات التي يطلقها «المفسدون» فهم في ظني يتشاركون مع الأخيرين في «الخيانة» للوطن وتربته المقدسة، فالحق البين الواضح لا يحتاج إلى دليل أو إلى تسويف ومماطلة.