خمس سنوات وطفلة السنوات العشر تعيش في مأساة وآلام، بدأت معها إثر تعرضها لحروق من الدرجة الثالثة أتت على رقبتها ووجهها وصدرها، يومها أسرع بها والدها إلى أقرب مستشفى وتنقل بها بين عدة مستشفيات خاصة، وبعد معالجات طويلة تم تضميد جراحها، ولكن بقيت آثار التشوهات على جسدها النحيل، وأمضت ما يقارب العام في المستشفى دون أثر لأي تحسن، مما حدا بوالدها أن يسافر بها إلى مصر على حسابه الخاص بتكلفة بلغت حوالي 100 ألف ريال، إلا أن هذه الرحلة لم تضف جديدا. وأمام هذا الوضع لم يكن أمام والد جنى (علي الزهراني) غير اللجوء- بعد الله - إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، فجاء أمره يحفظه الله بعلاجها على نفقة وزارة الصحة، وتمت إحالتها إلى الهيئة الطبية ومنها إلى مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض عن طريق الهيئة الطبية بجدة. وهنا بدأ فصل آخر من معاناة «جنى».. فبعد وصولها إلى مستشفى الملك خالد الجامعي كشف عليها البروفيسور محمد القطان، الذي أوضح أنه لا توجد إمكانية لعلاجها داخل المملكة نسبة لشدة الحروق، لكنه لم يحدد أي دولة يمكنها أن تعالج مثل هذه الحالة، وتمت إحالة الأوراق مرة أخرى إلى الهيئة الطبية في جدة. وعلى مدى خمس سنوات ظل والد «جنى» يتردد على الهيئة الطبية، وحين ضاق ذرعًا طلب منهم إحالة أوراقها كاملة إلى الهيئة الطبية في الباحة بوصفها مقر إقامته، وحتى يضع حدًّا لتكرار سفراته بين الباحةوجدة دون فائدة ترجى على حد قوله . وبالفعل تم تحويل الأوراق إلى الباحة، التي بدورها أحالتها إلى الهيئة الطبية في الرياض، التي أوضح مسؤولوها له أن التقرير الذي أعده البروفيسور القطان انتهت مدته، ويحتاج إلى تجديد. واستجابة لطلب هيئة الرياض قام والد الطفلة بتجديد التقرير وإرساله منذ سنة عن طريق الهيئة الطبية بالباحة إلى الهيئة الطبية العليا في مدينة الرياض، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتمسك بحبال الصبر دون أن يتلقى أي رد يفتح نافذة للأمل بقرب انتهاء معاناة ابنته.