زمن ( الشعب يريد ) جاء متأخرا ، جاء بعد الانفجار السكاني و تفاقم مشكلات التنمية ، بعد أن نضحت آنية كل دولة من تلك الدول بشعوبها و احتياجاتهم ، حتى صار كل قُطر ( مش طايق نفسه ) و كل شعب ( مش طايق بعضه ) ولا ( طايق غيره ) و بدأت الشعوب تتابع الأخبار السياسية فتشد شعرها و تقرأ الأخبار الاقتصادية فتشق جيبها ، و أخذت كثير من الشعوب تتأمل في وجوه البلدان على الخارطة فتجد المتورم و الملتهب و العابس المكفهر و الحزين الكئيب ، و تتساءل لماذا لم تفلح الانتخابات في إدارة أوطانها ؟ و لمَ كانت دوما على غير إرادة الشعب و لمَ استمرت طويلا تحتكر السلطة و الثروات و تسحق شعبها و تشرده من مضاجعه بحثا عن لقمة العيش في مشارق الأرض و مغاربها و في حين ( تتمخطر ليموزينات ) الحكومات المنتخبة على السجاد الأحمر تتشقق أقدام الأطفال اللاهثين في الشوارع العربية ليسدوا رمق أسرهم بالرغيف الحاف .و في زمن ( الشعب يريد ) نشطت بورصة الأوطان ، و ارتفعت أسهم بعضها و هبطت أسهم البعض الآخر لدرجة أرهقت أحلام الشعوب و نالت من أعمارهم و استقرارهم ما يكفي ، فتراجع الشعورعند البعض بالهوية الوطنية و صار الوطن لدى هؤلاء هو الذي يجد فيه ضالته و يختاره بمحض إرادته . أما السعودية في بورصة الأوطان فتعتبر شركة قيادية و ملاذا آمنا و استثمارا مضمونا ، بتركيبتها المميزة فهي أرض الحرمين و حكومتها أثبتت أنها الأكثر حكمة و رعاية و شعبها طيب المعشر نقي المخبر ، و فوق هذا تعيش السعودية نهضة حقيقية و ينتظرها مستقبل حافل بالإنجازات ، فلا عجب أن تتكاثر طلبات الانضمام للهوية السعودية و لا يلام من يتمنى الحصول على الجنسية السعودية ، و لا غرابة في اشتداد الأمر مع اشتداد الأزمات و ( الزنقات ) لكن الغريب العجيب الذي يستحق اللوم فعلا أن يقدم بعض هؤلاء حيثيات طلباتهم مشفوعة بانتقاص الشعب السعودي كماً أو قدرات ليبرروا طلبهم الجنسية السعودية لرغبتهم في إكمال ما ينقصنا و النيابة عنا في بناء وطننا و تحقيق منجزنا كما يتصورون، حتى وجدنا من يقول إن السعودية لن تحقق منجزا رياضيا حتى ( تجنس ) مواليدها ، و بلغ الأمر أن شكك البعض في ولاء الشعب السعودي لحكومته و أنهم أكثر ولاء لها منه، و هذا وتر ضعيف نغمته نشازها ظاهر ، لهؤلاء الأحبة نقول إننا نفخر بقيادية و استقرار سهم المملكة و لا نلومكم في طلب شرف هويتها ، لكن الشعب السعودي حقيق بوطنه ، أهل لنهضته و الثقة بينه و بين حكومته لا تمسها الأيدي .