عندما نريد ان نتحدث عن مسيرة البناء والتطوير في المملكة العربية السعودية تطالعنا محطات مضيئة ومواقف مشرقة ابتداءً بموحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه مرورًا بابنائه الميامين من بعده الذين ساروا على خطاه في بناء المملكة العربية السعودية وسعيهم الدؤوب الى الارتقاء بالمملكة وعلى الصعد كافة وفي مختلف الميادين، فاضحت المملكة العربية السعودية مهوى افئدة ابنائها، وقلعتهم الشامخة التي يعتزون بالانتماء اليها كيف لا؟ وهم يسيرون خلف قيادة حكيمة جعلت القرآن دستورًا والاسلام منهجًا، وجعلت شغلها الشاغل احقاق الحق وارساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة. واستمرارًا لهذه المسيرة مسيرة البناء والتطوير والتحديث جاءت كلمة الملك عبدالله حفظه الله، هذه الكلمة التاريخية التي اعلن فيها مجموعة من القرارات والمراسيم والتي من شأنها ان تضيف الى رصيد المملكة العربية السعودية الكثير في مجال التطوير والبناء والتحديث، وذلك من خلال مشاركة المرأة في مجلس الشورى واعطائها الحق في الترشح للمجالس البلدية اعتبارًا من الدورة القادمة وفقا للضوابط الشرعية. ان هذه المراسيم التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، تأتي ضمن رؤية تنسجم مع الشرع الحنيف في مبدأ الرأي والمشورة وتمكين المرأة من القيام بمهامها في بناء المجتمع ورسم سياساته جنبا الى جنب مع أخيها الرجل بوصفها شريكًا للرجل في المجتمع في ميادين البناء كافة. وقد أكد خادم الحرمين الشريفين ان المرأة في تاريخنا الاسلامي لها مواقف لا يمكن تهميشها سواء في الرأي أو في المشورة مستدلا حفظه الله بأخذ مشورة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها يوم صلح الحديبية، والشواهد بعد ذلك كثيرة جدًا حيث المرأة كانت جنبا الى جنب مع اخيها الرجل إن بالرأي والمشورة أو بساحات ومواقع العمل الميدانية. إن ما قدمه ويقدمه خادم الحرمين الشريفين الى ابنائه وبناته يستحق منا كل الشكر والعرفان وان هذا الشكر عندما نترجمه الى أرض الواقع يتعدى حدود الشكر اللفظي ليكون تعبيرًا من خلال سلوكنا وجوارحنا ودورنا الذي أراد منا القائد ان نؤديه في بناء مجتمعنا مجتمع العدالة والخير والمحبة، وهنا اتوجه بكلامي الى المرأة السعودية هذه المرأة التي ربت اجيالًا من ابناء مجتمعنا على حب الوطن والتفاني في الاخلاص له وتجسيد ذلك الانتماء من خلال قيامها بدورها بما يتناسب مع شرعنا الحنيف، وان تكون تلك المرأة التي تحدث عنها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تسير على خطى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وان تجسد في سلوكها ما أمر الله به المرأة والرجل على حد سواء في اعمار الكون وغرس قيم الدين الحنيف في محيطنا الذي نعيش فيه سواء في العمل أو في البيت، وتعزيز انتمائنا لوطننا بالعمل الحقيقي المثمر والبناء، لنؤكد للعالم اجمع ان المرأة السعودية عبر تاريخها المشرق كانت ولا تزال قدوة للمرأة التي تفهم معنى دورها الحقيقي، وان دور المرأة اعظم مما يحاول البعض تقزيمه بأنه مرتبط بقيادة سيارة او ما شابه.. ونحن كلنا ثقة ان المرأة السعودية بوعيها وثقافاتها واصالتها، هي اهل لتحمل المسؤولية، وهي دائما عند حسن ظن المجتمع بها، وهي لم ولن تكون الا عنصرًا فاعلًا في المجتمع، تساهم في بنائه واعماره، نائية بنفسها عن أي دعوات الغرض منها تعكير صفو المجتمع، وقال عليه الصلاة والسلام: (النساء شقائق الرجال، ما اكرمهن الا كريم، وما اهانهن الا لئيم) شكرا خادم الحرمين الشريفين نسأل الله ان يجعل سعيكم في ميزان حسناتكم وان يديمكم ذخرًا لابناء هذا الوطن رجالًا ونساء، شيبًا وشبابا، ونسأل الله ان يحمي حرائرنا، وان يكنَّ خير خلف لخير سلف، وان يحفظ وطننا ويديم عزه، انه سميع مجيب الدعاء. مساعد عويض الطائفي - جدة