سلطان الدليوي - مكةالمكرمة طالب عدد من الأكاديميين والأخصائيين والخبراء في مجال السياحة بأهمية وضرورة إيجاد كوادر شابة ومؤهلة تأهيلًا علميًّا وأكاديميًّا لحمل رسالة الإرشاد والتوعية لزوار أقدس بقاع الأرض مكةالمكرمة. ودعا هؤلاء إلى تأهيل وتدريب العديد من الشباب على هذه المهنة التي قد تكون دخلًا جيدًا لشريحة من الشباب خاصة من خريجي التاريخ والشريعة وخريجي كلية السياحة والآثار وكل المهتمين بتفعيل الأماكن التاريخية والتي تأتي من أبرزها موقع جبل النور وغار حراء وجبل ثور وجبل الرحمة والمشاعر المقدسة وموقع مولد النبوي والحديبية وعشرات الموقع التي يرغب زائر مكة أن يمر بها من خلال برامج إثرائية ولفتح الملف أمام الجميع لاستثمار هذا الميدان الحيوي والهام الذي يستدعي الالتفات إليه. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه إحصائية حديثة عن أن عدد المرشدين السياحيين المتخصصين والمؤهلين في مكةالمكرمة لا يتجاوز 11 مرشدًا فقط رغم وجود 24 موقعًا سياحيًّا يزوره مئات الآلاف من المعتمرين في مكةالمكرمة سنويًّا. في البداية يطالب الدكتور فواز الدهاس أستاذ التاريخ المشرف على المتاحف بجامعة أم القرى بإيجاد مرشدين وإدلاء وهي ضرورة وليست ترفًا وذلك لاعتبارات عدة تخدم بشكل فاعل نشر ثقافة الوعي بأماكن والمواقع التاريخية. وأضاف: سعدت بتخريج دفعة من المرشدين السياحيين بمكتب مكةالمكرمة للسياحة قبل شهر من الآن، و نحن أحوج ما نكون للمرشدين في هذا التوقيت بالذات متمنيًّا أن يتم التعاون بين السياحة والآثار وقسم التاريخ تحديدًا لنشر المرشدين في مكةالمكرمة بعد تأهيلهم وتدريبهم التدريب المناسب. فيما يقول عميد كلية العلوم الإدارية والسياحة بمكة الدكتور محمد العميري إن المرشد السياحي هو سفير داخل وطنه وله الدور المميز والبارز في تشكيل الانطباع العام لدى السائح عن الرحلة والبلد الذي يزوره وإيجاد مرشد. وأشار إلى أن وجود دليل سياحي مطلب وضرورة وليس ترفًا بل هي من أساسيات الاستفادة من المناشط المتنوعة وتمثل ثقلًا اقتصاديًّا بارزًا. وأضاف العميري: إنه لدينا في كلية السياحة مشروع متكامل يتناول هذا الجانب حيث نقوم بتدريس طلابنا لمدة ثلاث سنوات وتدريسهم باللغة الإنجليزية لأنّ لغته الأساس لغة عربية ويمكنه أن يتواصل مع المعتمرين والحجاج سواء في مناشط الفندقة أو غيرها كما أنّ لدينا مناهج في كيفية التعامل مع الزائر وتدريب الطلاب على لغة إضافية تتمثل في اللغة الفرنسية وهي أحد متطلبات التي يجب تجاوزها للشاب في أثناء دراسته. من جهته قال أستاذ الدراسات التاريخية الدكتور إبراهيم بن عطية الله السلمي: إن المرشد السياحي صفته الاعتبارية إلى كونه سفير لبلاده أمام العالم. ومكةالمكرمة تعتبر أكبر وأضخم بل وأهم موقع أو مدينة يزورها مسلمو العالم وهي فرصة لأبناء مكةالمكرمة وأن نجعل منهم سفراء للمملكة وتعريفهم بمدى التطور الحاصل في مملكتنا الحبيبة، فمكةالمكرمة تزخر على العديد من المواقع الأثرية والتاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية العطرة ويجب أن أعرف الجميع بأن جميع المعتمرين والحجاج يكون من ضمن برنامجهم برنامج تحت مسمى مزارات ، ما هو إلا برنامج سياحي بدون مرشد سياحي . ولذلك نال المرشد السياحي اهتمامًا كبيرًا في الدول المتقدمة، فكانت التنظيمات والتشريعات التي تنظم عملية الإرشاد السياحي، وتشترط قدرًا معينًا من المعرفة والعلم. بل كان هنالك تصنيف للمرشدين السياحيين يقسمهم إلى فئات ومستويات. وذلك لكونه يؤتمن على تاريخ البلد وحضارته من مواقع أثرية، ومعالم جغرافية، ومعلومات تاريخية. ومن هنا يجب أن ينال برنامج الإرشاد السياحي قدرًا أكبر من الاهتمام، تتضافر به الجهود من خلال الهيئة العامة للسياحة والآثار والمراكز الثقافية والتراثية، لكي يصل المرشد السياحي إلى صورة مكتملة تتجاوز اللباقة وحسن المظهر إلى إمكانية إبراز المكاسب الحضارية بصورة تعطيها قدرها من الإنصاف. رأي هيئة السياحة وقال عبدالله السواط مدير الاستثمار والتراخيص للهيئة العامة للسياحة والآثار في مكةالمكرمة: إن الإرشاد السياحي حرفة، مشيرًا إلى أهمية إيجاد المرشد السياحي على المستوى الميداني وأن يشارك أعضاء هيئة التدريس بالجامعة لإزالة الكثير من البدع من خلال برامج سياحية وزيارات معتمدة لإيجاد مرشدين مؤهلين ومدربين من الإدلاء وقد تم مؤخرًا تخريج 11 مرشدًا سياحيًّا تناولوا في دورتهم التدريبية مدة أسبوع بما يزيد عن ال35 ساعة . وأكد أن الخريجين الجدد من المرشدين الجدد معتمدين ولديهم تصاريح من الهيئة العامة للسياحة للانخراط في هذا المجال والتي يسيطر عليها الغير سعوديين وباجتهادات خاطئة ولكن المتدربين يتم تأهيليهم بمهارات وإجراء مقابلات شخصية إضافة إلى تدريبهم على الإسعافات الأولية فالمرشد هي حرفة تقدم خدماتها لمكاتب السياحة والدورات مفتوحة لمن يجد في نفسه القدرة والكفاية ويكون التقديم في موقع الهيئة العامة للسياحة والاثار ويحصل الحاصل على الدورة بطاقة مرخصه له بممارسة الارشاد السياحي. 24 موقعًا في مكةالمكرمة يزورها المعتمرون كشفت احصائية عن أن عدد المواقع التي يزورها المعتمرون 24 موقعًا كما أن عدد المعتمرين السنوي حوالي 3.8 ملايين معتمر، وأن عدد المعتمرين الزائرين للمواقع مائة وثمانية وخمسون معتمرًا في كل موقع، فهناك العديد من المواقع التي يقصدها الزوار والمعتمرين و حجاج بيت الله الحرام و منها غار حراء وغار ثور وجبل الرحمة و غيرها من المواقع التاريخية و الأثرية وأوضحت التقارير التي صدرت عن وزارة الحج أن عدد المعتمرين الزائرين هذا العام حسب التالي : بلغ عدد المعتمرين القادمين من خارج المملكة (4.926.795) معتمرًا بزيادة مقدارها (1.088.851) معتمرًا بما يعادل 30% زيادة عن عدد المعتمرين الذين قدموا العام الماضي.