مع ازدياد برامج السياحة الدينية وارتفاع سياحها في الأعوام الأخيرة برزت الحاجة الكبيرة في منطقة مكةالمكرمة للمرشدين السياحيين الذين ينبغي أن يتمتعوا بأكبر قدر من التأهيل من خلال التدريب، ما يوفر فرصا وظيفية من ناحية، وتقديم خدمات تليق بالتطورات التي تشهدها هذه السياحة والتي تعزز بدورها الحاجة إلى وضع الخطط والاستراتيجيات المطلوبة للارتقاء بجميع الخدمات التي تقدم لزوار مكةالمكرمة وتنمية المجتمع المحلي وبما يعود بالنفع والفائدة على جميع أبناء المدينة المقدسة. ويوضح مستشار اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين المهندس طارق بن سليمان خليفة أن «العاصمة المقدسة تعتبر أكبر وأضخم بل وأهم موقع أو مدينة يزورها ضيوف الرحمن وجميع مواطني ومقيمي المملكة، وهذه فرصة لأبناء مكة لأن نجعل منهم سفراء لبلدهم وتعريفهم بمدى التطور الحاصل في مملكتنا الحبيبة، فمكةالمكرمة تزخر بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية العطرة وجميع المعتمرين والحجاج يكون ضمن برامجهم برنامج تحت اسم «مزارات» وهو برنامج سياحي دون مرشد، فما يحدث يندى له الجبين حقا، حيث إن لكل معتمر أو حاج يصل إلى العاصمة المقدسة رحلة مزارات في ثاني أو ثالث يوم من وصوله ويرافق المعتمرين مجموعة من المقيمين الذين يعطونهم معلومات أغلبها مغلوطة، كما أنهم يروجون لبعض المعتقدات غير الشرعية، لذا يجب توظيف مرشدين سياحيين مؤهلين علميا وعمليا و ذوي كفاءة عالية ليتم تحقيق الأهداف المرجوة من ذلك». تطوير الإرشاد السياحي ويشير المهندس خليفة إلى أنه بقدر ما يعتبر الإرشاد السياحي مهنة يمكن أن تمارس من خلال مؤهلات ومعايير مهنية عالية، إلا أنه يعتبر كذلك أحد الأنشطة الرئيسية الداعمة لنجاح السياحة في الدول المتقدمة سياحيا، وهذا ما يتطلب النظر إليه من الناحيتين المهنية والتشغيلية «من واقع التوجه الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والآثار باعتبار القطاع الخاص شريكا رئيسيا في تطوير وتحسين الخدمات المقدمة، وتهيئة البيئة المناسبة لنمو أي نشاط سياحي، فقد دعت الحاجة إلى تشكيل كيان من القطاع الخاص يساند الهيئة على تطوير نشاط الإرشاد السياحي تحت اسم «اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي» بحيث تضم عددا من المرشدين السياحيين المرخصين من الهيئة، تحت مظلة الهيئة من الناحية النظامية، وتهدف اللجنة الاستشارية للإرشاد السياحي إلى الإسهام في إيجاد بيئة إيجابية لتنمية مستدامة لمهنة الإرشاد السياحي في المملكة، والتعريف بها من خلال الندوات وورش العمل وزيادة وعي المجتمع والمشاركة في وضع السياسات والخطط لترغيب الشباب السعودي في الانضمام إلى هذا النشاط. 3 فئات ويوضح مستشار اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين أن الهيئة العامة للسياحة والآثار أعدت برنامج ترخيص المرشدين السياحيين في المملكة من منطلق سياستها في تفعيل دور المرشد السياحي، وجعله أكثر احترافية ولإعطائه الفرصة لإظهار الوجه الحقيقي والمشرق للمملكة المتمثل في عراقة حضارتها وأرضها، وأخلاق مجتمعها، إضافة إلى أن هذا البرنامج يسعى لإيصال المعلومات عن المواقع للسائح المحلي أو الوافد بطريقة صحيحة، واحترافية، ويشمل هذا البرنامج الترخيص لثلاث فئات من المرشدين السياحيين، وهي مرشد عام على المستوى الوطني، ومرشد منطقة لكل منطقة من مناطق المملكة، ومرشد موقع لمواقع الجذب السياحي التي تتميز بها المملكة، وظائف حصرية ويقول خليفة إن «هذا النشاط سيوفر فرص عمل جيدة للشباب السعودي، حيث إنه قد تم قصر الترخيص لهذا النشاط على السعوديين فقط، وبالتالي هناك حاجة إلى إيجاد عدد من المرشدين المؤهلين للمساهمة مع منظمي الرحلات السياحية في تصميم وتطوير وتنفيذ البرامج السياحية داخل المملكة»، مشيرا إلى أن فكرة وجود مهنة بأجر لقضاء إجازة مع مجموعات سياحية مختلفة، على اختلاف لغاتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، جاذبة ولها بريق خاص، كما تمتاز مهنة المرشد السياحي بالعديد من المميزات منها على سبيل المثال لا الحصر التواصل ومقابلة فئات من الناس من كافة أنحاء العالم والتواصل معهم، ويؤدي المرشد السياحي دور السفير الثقافي للمملكة أمام الزوار الخارجيين والسكان المحليين واكتساب ثقافات وعلاقات عديدة من أنحاء متفرقة في العالم. ويضيف أنه بإجراء إحصائية أخرى بسيطة فقد بلغ عدد المواقع التي يزورها المعتمرون 24 موقعا، كما أن عدد المعتمرين السنوي نحو 3.8 مليون، وعدد المعتمرين الزائرين للمواقع 185 ألف معتمر، وفي كل موقع هناك العديد من المواقع التي يقصدها الزوار والمعتمرون وحجاج بيت الله الحرام .