تحول سائقو الأجرة في العاصمة المقدسة خلال رمضان إلى مرشدين للمزارات الأثرية الموجودة في مكة، إذ أنهم في ظل غياب المرشدين السياحيين أصبحوا يؤدون الدور ولا حياد عنهم للقادمين إلى الرحاب الطاهرة، الذين يؤمنون بأن الفرصة لا تتكرر مرتين إلا فيما ندر. وما إن تلحظ عين الزائر لمكة سائق سيارة أجرة إلا ويستوقفه سائلا إياه عن أبرز المعالم الأثرية في العاصمة المقدسة، مثل غار حراء، وجبل ثور. ويقع البعض فريسة لبعض ضعاف النفوس ممن حولوا مهنة الإرشاد إلى فرصة لتنويم الضمير واستغلال قاصدي تلك الأماكن، فيما تكثر البدع والخرافات بين الزوار لتلك الأماكن مثل التبرك وابتداع الطقوس الغريبة التي لا تمت للدين بصلة. وأوضح رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد جميل القرشي أن المواقع الأثرية والدينية، أصبحت من اختصاص هيئة الآثار والسياحة، «يحضر إلينا معتمرون تعرضوا لحالات نصب واحتيال من بعض سائقي سيارات الأجرة وأغلبيتهم وافدون». وأضاف «ما يختص بجبل ثور وغار حراء، تقدمت بدراسة قبل سبع سنوات لإمارة منطقة مكة، وأحيلت إلى معهد خادم الحرمين، ولقيت الفكرة استحسانا كبيرا وعندما أحيلت لأمانة العاصمة المقدسة التي تبنت ومن ثم رفعت الدراسة لإقرار الاعتماد المالي». وأشار القرشي إلى أن الأمير سلطان بن سلمان خلال زيارته لمكة وقف على جبل النور وجبل ثور ووعد بأن يتم النظر في المشروع ليتم تنفيذه. وعن عدم توافر مرشدين سياحيين، ذكر رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة أن المرشدين ليس من اختصاص اللجنة، إذ أن اللجنة اعتبارية مهمتها الدراسة، مضيفا أنه يتوجب على المعاهد والكليات التقنية أن تدرس عملية الإرشاد السياحي وتوظيف وتأهيل الشباب السعودي للعمل في قطاعات الفنادق والإرشاد السياحي. وقال «نتعاون مع الهيئة والفنادق والكليات المتواجدة ومع معهد خادم الحرمين الشريفين، شاركنا في معهد أبحاث الحج وشاركنا في ورشة العمل للجنة التطوعية، لبحث الإرشاد السياحي وكل ما يتعلق بالمعالم التاريخية في مكة». ونوه القرشي إلى أنه يتوجب تكثيف التواجد الرقابي للجهات المعنية، للحد من البدع والخرافات.