* تخيلوا معي قصة هذا الشاب المسكين وهذا المواطن الذي وجد نفسه بين قوسين، حين اتصل عليه أحد بنوكنا التي ما يزال بعضها يتاجر بأحلام الناس الذين هم مواطنين يحتاجون منها أن تقدم لهم الدعم لا الألم، لكنها الحقيقة المرّة التي يعاني منها الجميع، وهو ما حدث ويحدث منها لأنها ببساطة لا يهمها ما تفعله بالمواطن لغياب الرقابة من الجهات المعنية، والدليل ما حدث للمواطن (ر. الحازمي) هذا المواطن الذي تقدم لأحد البنوك ليعمل فيها، وظل ينتظر وينتظر إلى أن فاجئه اتصال البنك والذي طلب منه الحضور؛ لإنهاء إجراءات توظيفه، والتي أنهاها بسرعة ليتخلص من الفراغ والاتكالية ويعتمد على نفسه كرجل يستطيع أن يصنع لنفسه في الحياة مكانًا، وحين انتهى وباشر عمله كانت الصدمة التي بدأت بطلب من رئيسه حين قال له: إن عملك هو أن تحقق للبنك قروض عقارية بمعنى أن تورط مواطنين في قروض عقارية قيمتها (3000000) ثلاثة ملايين ريال شهريًا لكي تكون موظف بالبنك وتتقاضى راتبك منه، وقتها وضع المسكين يده على رأسه ومن ثم قرر العمل، وفي الأسبوع الأول والذي اكتشف فيه أن كثيرين في مجتمعنا السعودي مقترض يعني (مديون)، وأنه لا يستطيع أن يُحقِّق للبنك نصف ريال ليعود المسكين وهو في منتهى الحزن ويصارح رئيسه في البنك بهول ما وجد، فما كان من رئيسه إلا أن طلب منه تقديم استقالته والذهاب إلى منزله، وحين فشل المسكين في إقناعه اضطر للإذعان لرغبة رئيسه ومغادرة البنك والوظيفة وفرحته التي تشبه إلى حد ما الفرحة بمولود ميت!!! * إلى هنا وانتهت حكاية هذا المواطن، والتي بالتأكيد هي بداية لحكاية أخرى وضحية جديدة ومعاناة لمواطن جديد قضيته أنه لم يجد حلاً للبطالة التي يعيشها مرغمًا، ولا من يوظّفه ليعمل معتمدًا على نفسه، وهي قضية كل بنات وأبناء هذا الوطن العاطلين عن العمل، كما هي قضيتنا مع بعض بنوكنا والتي وبكل أسف ما تزال تمارس نوعًا من الاستغلال على عباد الله الذين وقعوا معها في قروض طويلة الأجل وممارسات هي مخجلة جدًا، وفيها نوع من الأنانية والجحود لهذا الوطن الذي قدم لهم الكثير من الخدمات، ويكفي أن وطننا لم يقرر قط على أي بنك أو أي مؤسسة أو شركة ضرائب، والذي أتمناه أن يتم محاسبة مثل هذه البنوك التي أجزم أنها لم تقدم شيئًا لا للوطن ولا للمواطن، فمتى يكون الحساب إذن؟! ومتى يتم إقرار الضرائب على تلك البنوك، هذا الإجراء الذي نتمنى أن يبدأ الآن وفورًا لا أكثر!!! * (خاتمة الهمزة).. (لا يوجد حب كامل.. ولا جريمة كاملة).. هذه خاتمتي ودمتم.