طلب مني عدد من أولياء الأمور أن أكتب عن سكن طالبات جامعة طيبة المؤسسة قبل ثماني سنوات ومازالت لا تضم بين جوانحها سكنا متكاملا للطالبات مع أن حكومتنا حفظها الله تنفق بسخاء على التعليم وقد سبقني للخير سعادة المهندس طلال القشقري بمقاله الرائع ( مأساة طالبات طيبة المغتربات ) وللأسف لم تكلف جامعة طيبة نفسها مجرد الرد وقد أرجأت الكتابة عن سكن طالبات جامعة طيبة الذي جعلهن حسب ما يقول أولياء الأمور يتجرعن المرارت والعذاب إلى أن زرت موقع السكن فوجدته عمارة مستأجرة تقع خارج أسوار الجامعة بمسافة بعيدة وهي عبارة عن وقف لأحد المالكين بالقرب من أمانة المدينةالمنورة في وسط حي شعبي وليس للسكن سور يحميه يكتنفه صخب الحارة من كل جانب وبدلا من أن يكون سكن طالبات طيبة قريبا من قاعات المحاضرات تنتقل إليها الطالبات ماشيات يتم نقلهن بباصات متهالكة التكييف ومن منهن تنهي محاضراتها مبكرا تنتظر إلى ما بعد الظهر حتى يعدن جميعا للسكن نظرا لشح عدد الباصات ويذكر أولياء الأمور أنه بسبب محدودية غرف السكن يزدحمن في كل غرفة خمس طالبات تكدسهن يتعارض مع الهدوء في المذاكرة والراحة في النوم والاختلاء بالنفس تتوفر بالسكن فقط صالة وحيدة للمصلى ولمسرح الأنشطة وللمذاكرة في آن واحد وتقع في البدروم ولا متنفس ترفيهي للطالبات سوى السطوح كما لا توجد مكتبة والبقالة أسعارها غالية والطالبات مجبرات على الشراء منها دوامها من 5 إلى 9 مساء والله يعين الطالبات الفقيرات ومحدودية القبول في السكن تسببت في ترك عدد من الطالبات للجامعة بعد قبولهن بها لعدم توفر السكن وبعضهن اضطررن للدوام من خارج المدينة بمسافة 200 كيلومتر يخرجن 4 صباحاً ويرجعن 6 مساء.. أكل السكن محدود الأصناف وغير مسموح طلب الأكل من الخارج فتضطر الطالبات إلى تناول الأغذية الجاهزة التي يجلبها أولياء أمورهن عند إدخالهن السكن مما تسبب لهن في سوء تغذية وإحصائية الإغماءات العام الماضي خير شاهد على ذلك لا يتوفر انترنت مجاني بالسكن مع أن الجامعة تعتمد على نظام ( جسور ) لتتواصل الطالبة مع الأساتذة في إرسال الواجبات وأخذ المحاضرات وبهذا يصعب على الطالبات غير الميسورات ماديا جلب لابتوب ودفع اشتراك انترنت ..المكافأة لاتتجاوز الألف ريال معظمها يذهب لمستلزمات الجامعة مما يجبر الطالبات على حالة من التقشف المعيشي في الأكل والشرب واللبس كما لا يوجد تيلفون ثابت مخصص للطالبات يمكنهن من الاتصال بذويهن عند الضرورة النوافذ مسيجة ولاتفتح ولم أشاهد سلالم ومخارج للطوارئ أتمنى أن يصل ما ورد أعلاه على لسان أولياء الأمور لمعالي وزير التعليم العالي ويفرج « مأساة طالبات طيبة المغتربات «. رزيق شتيان الحربي محافظة رابغ