زرت موقع سكن طالبات جامعة طيبة، فوجدته عمارة مستأجرة تقع خارج أسوار الجامعة بمسافة بعيدة وهي عبارة عن وقف لأحد المالكين بالقرب من أمانة المدينةالمنورة في وسط حي شعبي تجاوره عمارة مخصصة لسكن العزاب وليس للسكن سور يحميه، يكتنفه صخب الحارة من كل جانب بدلا من أن يكون سكن طالبات طيبة قريبا من قاعات المحاضرات ينتقلن إليها الطالبات سيرا على الأقدام، ثم يتم نقلهن بحافلات متهالكة التكييف ومن منهن تنهي محاضراتها مبكرا تنتظر إلى ما بعد الظهر حتى يعدن جميعا للسكن نظرا لشح عدد الحافلات، ويذكر أولياء الأمور أنه بسبب محدودية غرف السكن يزدحمن في كل غرفة خمس طالبات تكدسهن يتعارض مع الهدوء في المذاكرة والراحة في النوم والاختلاء بالنفس، دواليبهن بلا أقفال مما جعلها عرضة للتطفل، تتوفر في السكن فقط صالة وحيدة للمصلى ولمسرح الأنشطة وللمذاكرة في آن واحد وتقع في البدروم ولا متنفس ترفيهيا للطالبات سوى السطوح، كما لا توجد مكتبة والبقالة أسعارها غالية والطالبات مجبرات على الشراء منها دوامها من 5 إلى 9 مساء، والله يعين الطالبات الفقيرات ومحدودية القبول في السكن تسببت في ترك عدد من الطالبات للجامعة بعد قبولهن بها لعدم توفر السكن وبعضهن اضطررن للدوام من خارج المدينة بمسافة مائتي كيلومترا يخرجن 4 صباحا ويرجعن 6 مساء، أكل السكن محدود الأصناف وغير مسموح طلب الأكل من الخارج فيضطررن الطالبات إلى تناول الأغذية الجاهزة التي يجلبها أولياء أمورهن عند إدخالهن السكن مما تسبب لهن في سوء تغذية وإحصائية الإغماءات العام الماضي خير شاهد على ذلك لا يتوفر إنترنت مجاني بالسكن مع أن الجامعة تعتمد على نظام (جسور) لتتواصل الطالبة مع الأساتذة في إرسال الواجبات وأخذ المحاضرات وبهذا يصعب على الطالبات غير الميسورات ماديا جلب جهاز لابتوب ودفع اشتراك انترنت، المكافأة لاتتجاوز ألف ريال معظمها يذهب لمستلزمات الجامعة مما يجبر الطالبات على حالة من التقشف المعيشي في الأكل والشرب واللبس كما لا يوجد تيلفون ثابت مخصص للطالبات يمكنهن من الاتصال بذويهن عند الضرورة. رزيق شتيان دغش الحربي محافظة رابغ