واشنطن، نيروبي - أ ف ب - رحبت وزارة الدفاع الأميركية ب»الضغط» الذي يمارسه الجيش الكيني على المتمردين الإسلاميين «الشباب» المرتبطين بتنظيم «القاعدة» عبر تدخله في الصومال، لكنها أكدت أنها لا تقدم دعماً لهذا الجيش. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل أن «الشباب يشكلون تهديداً إرهابياً بالغ الخطورة، وخصوصاً في هذه المنطقة، انهم يستحقون الضغط الذي يمارس عليهم»، في إشارة إلى التدخل الكيني. وأوضح متحدث آخر هو الكابتن جون كيربي أن الولاياتالمتحدة «ترصد العمليات العسكرية» الراهنة في جنوب الصومال لكنها «لا تقدم أي مساعدة». وعبر الجيش الكيني في 14 تشرين الأول (أكتوبر) الحدود مع الصومال بهدف مهاجمة المتمردين الصوماليين بعد سلسلة عمليات خطف طاولت غربيين في شمال شرقي كينيا ونسبت إلى المتمردين الإسلاميين. وتتهم نيروبي المتمردين الشباب بانتهاك سيادة كينيا وتهديد مصالحها الاقتصادية وخصوصاًَ القطاع السياحي. وسعت سفيرة كينيا لدى الأممالمتحدة ماشاريا كاماو الثلثاء إلى تأمين تأييد النواب الأميركيين كي تلتزم واشنطن في شكل اكبر المساعدة في التصدي للمتمردين الصوماليين. وكررت الدعوة إلى فرض حصار على ميناء كيسمايو في الجنوب الذي يشكل معقلاً للشباب، الأمر الذي لم تبد واشنطن استعداداً للقيام به. واتفق زعماء كينيا وأوغندا والصومال على تكثيف جهودهم لهزيمة المقاتلين الإسلاميين في الصومال في أول اجتماع لهم منذ أرسلت كينيا قوات لسحق المتشددين. واقترحت كينيا المشاركة في قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال حيث دخلت قواتها الشهر الماضي لمحاربة «حركة الشباب» الإسلامية. وقال بيان مشترك صدر بعد لقاء بين الرؤساء الكيني مواي كيباكي والصومالي شريف شيخ محمد والأوغندي يويري موسيفيني في نيروبي أول من أمس أن القادة الثلاثة «يشعرون بالارتياح لعزم كينيا على نشر قوات في إطار قوة الاتحاد الأفريقي». ويثير إنشاء منطقة حكم شبه ذاتي اطلق عليها اسم «أزانيا» وتعتبر الشق السياسي من التدخل الكيني في الصومال، شكوك محللين يشيرون إلى عقبات عدة أمام إمكان استمرار إدارة تبدو أشبه بمنطقة فاصلة بالنسبة لكينيا. وفي حين كثفت الحكومة الكينية التصريحات المتناقضة حول أسباب تدخلها العسكري منذ شهر في الصومال، اتفق محللون على انه يهدف في الأساس إلى إقامة منطقة فاصلة عند حدودها. وقال جاي. بيتر فام الخبير في مركز الأبحاث الأميركي أتلانتيك كونسيل، «مفهوم أن تحاول الحكومة الكينية إقامة منطقة عازلة بينها وبين الفوضى العارمة في الصومال خصوصاً تفادياً لتخطي تمرد حركة الشباب حدودها». وقال رشيد عبدي المتخصص في الصومال في مجموعة الأزمات الدولية إن إقامة إدارة من هذا القبيل ستمنح كينيا مبررات قوية لإخلاء مخيمات اللاجئين الصوماليين في شمال شرقي البلاد لا سيما مخيم دداب المكتظ. ومنذ اكثر من سنتين تدرب كينيا على أراضيها قوات يفترض أن تشكل النواة الأمنية للإدارة الجديدة التي ستجمع مناطق جيدو وجوبا الجنوبية وجوبا المتوسطة.