تراكمت الاتربة على الاراضي شبه القاحلة المحيطة ببلدة دوبلي الحدودية في جنوب الصومال واختفت النباتات فيما تحكم المجاعة قبضتها على المنطقة وتخلو القرى من سكانها الجياع الذين فروا من ديارهم. وتظهر اثار طلقات الرصاص على المباني في دوبلي وهي من ندوب المعارك التي جرت في وقت سابق من العام حين طردت القوات الصومالية ومقاتلون من ميليشيا راس كامبوني - المتحالفة مع الحكومة - الميليشيات الإسلامية من البلدة الحدودية. ويقود مسلحون على اكتافهم احزمة الذخيرة عربات دفع رباعي مدججة بالسلاح للابقاء على سلام هش. ويتمركز متمردو حركة الشباب التي ترتبط بصلات بتنظيم القاعدة على بعد 20 كيلومترا إلى الشرق في قرية داجالاما وعلى بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب في هاوينا. ويتكرر نفس المشهد في العديد من الاماكن في جنوب الصومال الذي اعلنت الاممالمتحدة انه يعاني من مجاعة مما يعرض 3.7 ملايين صومالي غالبيتهم من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في الجنوب للموت جوعا. وكانت دوبلي مركزا تجاريا يضج بالحياة لانه نقطة عبور إلى كينيا اكبر اقتصاد في المنطقة. والان لا يعبر المنطقة سوى اسر منهكة في طريقها إلى أكبر مخيم للاجئين في العالم على الجانب الاخر من الحدود. وتقدر الولاياتالمتحدة أن أكثر من 29 ألف طفل دون الخامسة لقي حتفه جراء الجفاف والمجاعة في جنوب الصومال في الاشهر الثلاثة الماضية. وفي مجمع متهالك على مشارف دوبلي تبعد حبيبة مهد آدن الذباب عن عيني طفلها البالغ من العمر اربعة اعوام والذي يعاني من سوء تغذية حاد وبلغ به الضعف مبلغا يمنعه حتى من البكاء. وقالت آدن "لم احصل على شيء لطفلي" وهي تفكر مليا في قطع مسافة مئة كيلومتر للوصول لمخيم داداب للاجئين بعد ان سارت بالفعل وسط اراض قاحلة على مدار ثلاثة اسابيع. وحتى في المناطق التي تسيطر عليها القوات الصومالية وميليشيات موالية للحكومة تتحرك الرمال باستمرار مما يحول دون دخول منظمات الاغاثة. والاخطر ان الحدود مع كينيا مغلقة رسميا مما يعقد تسليم المعونات عن طريق البر. من ناحية اخرى، يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزير خارجيته احمد داود اوغلو وعقيلتيهما بزيارة للصومال يوم الخميس المقبل. وتأتي الزيارة التي تستهدف دعم جهود مساندة الصومال في مواجهة المجاعة في اليوم التالى لانعقاد المؤتمر الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الذي دعت اليه تركيا، في مدينة اسطنبول الأربعاء المقبل. وكان داود اوغلو وجه الاسبوع الماضي نداء الى الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان اوغلو لعقد اجتماع طارئ من اجل اغاثة وتقديم المساعدات الانسانية للصومال، وسيشارك داود اوغلو في الاجتماع قبل مغادرته للصومال مع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. ويهدف الاحتماع إلى زيادة حجم المساعدات الانسانية وجمع المزيد من المعونات من الدول العربية، وسيشترك الرئيس الصومالي في اجتماع منظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول، وبعد ذلك سيتوجه للصومال على نفس الطائرة التي ستقل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان واعضاء الوفد المرافق له. وكان اردوغان اطلق حملة دعائية كبيرة باشتراك كبار رجال الاعمال والمؤسسات الخيرية والفنانيين الأتراك لجمع المعونات والمساعدات الانسانية للصوماليين.