نوّه سفير جمهورية بولندا لدى المملكة ويتولد سيمودفيسكي بتطور العلاقات السعودية البولندية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، مشيرا الى أن بداية تأسيس العلاقات بين البلدين الصديقين تعود الى عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. واشار الى وجود اهتمام بالغ من قبل الشركات البولندية للبحث عن فرص تعاون تجاري واستثماري مع شركاء سعوديين في المملكة. وقال : إن السفارة البولندية بالمملكة تلقت استفسارات من أكثر من 400 شركة بولندية تبحث عن فرص لمنتجاتها وخدماتها في المملكة ،موضحا أن ذلك الاهتمام سينجم عنه خلال انعقاد اللجنة المشتركة ومجلس الأعمال السعودي البولندي في وارسو الأسبوع المقبل توقيع اتفاقيات تعاون بين المصدرين والمنتجين في كل البلدين. وعبر عن تطلعه لنجاح الدورة المقبلة للجنة المشتركة التي ستنعقد في وارسو وكذلك نجاح أعمال مجلس الأعمال السعودي البولندي المشترك الذي سيشهد مشاركة كبيرة من قبل رجال الأعمال في البلدين الصديقين بهدف بحث سبل تعزيز التعاون والتبادل التجاري القائم وبحث آفاق جديدة للتعاون الاستثماري بين رجال الأعمال خاصة في المجالات الصناعية. وقال :إن بلاده التي تتميز بالزراعة والصناعات الغذائية القائمة على المنتجات الزراعية والحيوانية والتي وجدت منتجاتها طريقها الى السوق المحلية السعودية إضافة الى الصناعات المتوسطة والثقيلة التي تبرع فيها بلاده وخدمات المقاولات والبنى التحتية والانشاءات والصناعات الهندسية التي تعمل من خلالها عدد من الشركات البولندية في المملكة ، مشيرا الى إمكانية التوسع في مجالات الرعاية الصحية والسياحة العلاجية التي تمتاز بها بلاده والتي يسعدها استقطاب المزيد من السعوديين في المنتجعات الصحية. وأوضح أن حجم التبادل التجاري مع المملكة بلغ في العام الماضي 2010م نحو 400 مليون دولار أمريكي مؤكدا أن بلاده تعمل مع المملكة من أجل مضاعفة حجم التبادل التجاري خلال العامين القادمين عن طريق توسيع قاعدة الشراكة بين قطاعات رجال الأعمال والاستفادة من فرص المشروعات التي تقوم بتنفيذها المملكة حاليا والقطاع الخاص. ورحب في الوقت ذاته باستقطاب رؤوس أموال سعودية في مجالات صناعية عديدة وأبرزها في مجالات الصناعات البتروكيماوية وذلك لأن الاستثمارات الكبيرة الطويلة الأجل ستكون مفيدة أكثر من التبادلات التجارية التقليدية التي تتسم بالتذبذب وعدم الاستقرار. ورأى السفير البولندي لدى المملكة سيمودفيسكي أن مجال الصناعات البتروكيماوية التي تتميز بها المملكة من بين الصناعات الواعدة التي يمكن للجانبين التعاون فيها في الفترة المقبلة والتعاون في المجالات التعليمية والثقافية. وأشار الى وجود نحو 500 طالب سعودي يدرسون في الجامعات والمعاهد البولندية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وهناك فرصة لمضاعفة العدد في الفترة القادمة للاستفادة من المستوى الأكاديمي في بلاده من جانب الطلاب المبتعثين السعوديين. وحول أبرز الموضوعات التي ستناقش خلال انعقاد مجلس الأعمال السعودي البولندي واللجنة المشتركة بين البلدين في وارسو ,أوضح أن المناقشات ستتم بين مسئولين حكوميين في البلدين من خلال اللجنة المشتركة وبين رجال وقطاعات الأعمال من خلال مجلس الأعمال المشترك لبحث مستوى العلاقات القائم حاليا وسبل تعزيزها وتطويرها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وبحث سبل التعاون المشترك في مجالات اقتصادية ومشاريع مشتركة وتفعيل الاتفاقيات التي سبق توقيعها بين الجانبين . وأشار الى أهمية توقيع البلدين مؤخرا على اتفاقية منع الازدواج الضريبي بوصفها من معززات التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري بين حكومتي ورجال الأعمال في البلدين الصديقين ومظلة لحماية الاستثمارات والتبادل المشترك في الفترة القادمة ،مشددا على أن تلك الاتفاقية كانت من ثمار الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الى وارسو في 2007م وأن الجانب البولندي لاينظر الى عدد الاتفاقيات الموقعة مع الحكومة وقطاعات الأعمال السعودية كما ينظر الى الفوائد المرجوة منها والتي ستعود على المصدرين والموردين والمستثمرين في البلدين الصديقين. وشدد على سلامة الوضع المالي والاقتصادي لبلاده رغم الأزمة المالية التي ضربت منطقة اليورو وبعض دول الاتحاد الأوروبي وأن تأثير الأزمة كان محدودا لأن بولندا لم تنظم كليا الى منطقة اليورو وقد قامت في فترة سابقة باتخاذ العديد من الاجراءات والسياسات الاحترازية التي أعقبت ظهور الأزمة المالية العالمية في 2008م ساهمت في تقليل ذلك التأثير من منطقة اليورو الحالية ،لافتا النظر الى أن بلاده استمرت في تحقيق معدلات نمو جيدة مقارنة بدول منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي الأخرى وأنها تحتل المرتبة السادسة اقتصاديا في أوروبا. وحول التبادل التجاري بين مجموعة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع بولندا أبان السفير البولندي لدى المملكة ويتولد سيمودفيسكي أن دول الخليج العربية النفطية لها اعتبارات تختلف في التبادل التجاري عن الدول العربية الأخرى ،كاشفا النقاب عن أن دول مجلس التعاون تستحوذ على 40% من التبادل التجاري بين بولندا والدول العربية ويمكن أن ترتفع هذه النسبة لتصل الى 60% من إجمالي تجارة بلاده مع الدول العربية فيما تعد المملكة العربية السعودية من أهم الدول التي تتبادل معها بلاده تجاريا.