عندما يحتضر شعبٌ بأكمله.. العالم يتفرج!! عندما تُفني الحرب الأهلية أبناء الشعب الواحد.. العالم يتفرج!! عندما تُجِهز ثُلاثية الموت «الجوع والمرض والحرب» على بلد بأسره.. العالم يتفرج!! «أعلنت الأممالمتحدة عن وفاة نحو 30 ألف طفلٍ خلال 3 أشهر بسبب المجاعة والتشرد، وثلاثة ملايين مهددون بالموت جوعا في الصومال».. تعاني بلدان القرن الإفريقي من جفاف يصل عدد المتضررين به إلى 12 مليون نسمة، فإلى جانب الصومال هناك دولٌ تعاني كذلك من تبعات الجفاف وتردي المحاصيل كل من كينيا وأثيوبيا وجيبوتي وشمال أوغندا وبعض مناطق اريتريا. وقد وصفت الأممالمتحدة الأزمة الحالية التي تمر بها الصومال بأنها «أسوأ أزمة إنسانية في العالم وأسوأ أزمة غذائية منذ المجاعة التي شهدتها الصومال في 1991-1992». تنادت منظمات الإغاثة الدولية بالحاجة الماسة لمساعدات إنسانية فورية لإنقاذ ما تبقى من حياة المتضررين، فالمنظمات لا تشكو فقط من منعها للوصول إلى المنكوبين من قبل حركة الشباب، بل تشكو أيضا من شُحّ المساعدات الدولية، بحيث تؤكد الأممالمتحدة إنها بحاجة إلى مليار و400 مليون دولار إضافية لإنقاذ أرواح المنكوبين، بسبب تَمنع الدول المانحة من دفع ولو جزء من تلك الأموال لإنقاذ ما يمكن انقاذه.. كلما نظرت إلى صور أطفال الصومال وما آلت إليه أجسادهم الهزيلة، حيث جفت والتصق الجلد بالعظم.. تيقنت بأن جشع الانسان اللامحدود، وحبه للتملك يعمي عينه عن رؤية الواقع، فهؤلاء العصابات التي تتحكم في نقل المؤن للمحتاجين من النساء والاطفال، بل وتمنعها من الوصول فهي تساهم في قتل هؤلاء المستضعفين من النساء والولدان الذين لا يقدرون على شيء.. ترى ما هو المنتظر من دول العالم وبالأخص دول العالم المتحضر، الذي يتغنى بالحرية والكرامة الانسانية ورفع الظلم ورغد العيش.. أم أن الصومال بجفافها ومجاعتها لا تشكل وجبة دسمة يمكن الدفاع عنها وحمايتها وانقاذ أهلها من خطر المجاعة!! [email protected]