بالإشارة للقرار الملكي السامي الكريم، الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين من على منبر «مجلس الشورى»، والذي كان خاصًّا وحصريًّا لإعطاء المرأة السعودية حقًّا من حقوقها كمواطنة، لها ما لأخيها الرجل من حقوق، وعليها ما عليه أيضًا من حقوق وواجبات، لم يأتِ من فراغ، بل كان الدافع الأساسي في هذه القرارات الإصلاحية هو العودة للكتاب الكريم، والسنة النبوية المشرفة، التي هي دستور هذه البلاد المباركة. فقد استشهد -حفظه الله- بأم سلمة -رضوان الله عليها- فهذا الاستقاء من السيرة النبوية، وخطوات السلف الصالح يُؤكِّد للعالم كله أن حقوق المرأة في الإسلام كاملة، وغير منقوصة، ولا تعديل على الكتاب والسنة، ممّا يؤكد أن القوانين الوضعية لن تُعطي كل إنسان حقه، وحده الخالق -عز وجل- هو من خلق البشر، وأهداهم كامل حقوقهم، كما هو مرصود في كتابه الكريم، ولو أن كل أمر لنا -نحن المسلمين- استقينا حلوله من هذا الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة لما أشكل علينا أيّ أمر من أمور الدنيا، بل لما كُنَّا في مرمى «حجر الغرب» وهيئات حقوق الإنسان الغربية. نعم نحن في «غنى عن دعمهم» وتوصياتهم، بل هم أولاً وأخيرًا بحاجة ماسّة لنا ولدستورنا الكريم.. وهذا ما يُؤكِّد للعالم كله أننا نملك قرارنا في أيدينا، ونستقي أنظمتنا وقوانينا من «خالقنا عز وجل»، والحمد لله وحده الذي فطرنا على الإسلام، والحمد لله أن دستورنا في بلادي الكتاب الكريم، والسنّة النبوية المشرفة، التي من المؤكد أن هناك «هيئات شرعية» ستُشكّل حتمًا من أجل وضع الضوابط «الشرعية والاجتماعية» لمشاركة المرأة السعودية في كل هذه «المجالس»، بدءًا من مجالس الأحياء، مرورًا بالمجالس البلدية، وأخيرًا مجلس الشورى، لأننا نُدرك «حرص القيادة» على تفعيل دور ومشاركة المرأة، فقط الأمر يحتاج لتدرج محمود، مُحاط بضوابط شرعية واجتماعية تتوافق مع خصوصيتنا التي تزعج البعض من المتلقين، ولأن المجتمع عبارة عن «طائر حر» لا يمكن أن يطير ويُحلِّق بدون جناحين، فالرجل والمرأة يُشكِّلان هذين الجناحين اللذين سيُحلِّقان بهذا الوطن العظيم، وإنسانه لأعلى قمم المجد والعز والتقدم، في ظل القيادة الرشيدة، وتعاون إنسانه المخلص، رجلاً كان أو امرأة، لوضعه ضمن مصاف العالم الأول، كمطمح هام لكل مواطن مخلص ومحب لهذه الأرض الطاهرة. نحن كأمة إسلامية -ولله الحمد- من أوائل العالم الأول من 1400 سنة، ولازلنا على الطريق سائرين بدعم وتوفيق من الله عز وجل، ثم إخلاص أبناء هذه البلاد حكومة وشعبًا، وإننا نأمل أن يعم هذا الحراك الإصلاحي وزارة التعليم، ووزارة التعليم العالي لفتح باب الترشيح لمجالس الطلاب، حتى يتم تدريبهم على «ثقافة الترشيح والترشح» كآلية هامة نحن بحاجة لها مستقبلاً. خاتمة: ما دام أبوالشعب يقودنا، فنحن حتمًا سنصل للثريا؟!.