الجرس الأول: الكتاب الكريم، والسنة النبوية المشرفة أعظم «منظمة» في الكون كله، لو تم «إجبار» القاصي والداني على التوقيع على «معاهدتها» لحفظ العالم كله حقوقه، وحقوق الإنسان في كل زمان ومكان، ومع ذلك «لا يخضع» لهذه المنظمة الإلهية العظيمة إلاّ «المملكة العربية السعودية»، ومواطنوها. ولله الحمد والمنّة أن دستورنا والأساس في الحكم السعودي هو تطبيق أحكام الشريعة السمحة، والحمد لله والمنّة أيضًا أن «المواطن السعودي» حصريًّا «مسلم»، ولا يقبل أن يحمل هذه الجنسية إلاّ مسلم، وهذه من نعم الله على أبناء هذه الأرض المباركة، والتي لولاها لما كان لها هذه المكانة العالية بين الأمم. هذا بالطبع لا يعني أن «الإخوة المسلمين» المقيمين في بلادنا على الرحب والسعة ليسوا مسلمين مثلنا، بل الكثير أفضل منا والله أعلم بهم وبنا، لكنّ الذي أهدف إليه هو أن «الجنسية السعودية» لا تُعطى لغير المسلم، مع خالص التقدير والاحترام لبقية الإخوة المسلمين والعرب في العالم كله، لكن كذلك كلنا «نعلم» أن بقية الدول الإسلامية والعربية فيها «مواطنون» يدينون بأديان أخرى غير الإسلام مثل: «اليهودية، والمسيحية» و... الخ من الأديان السماوية إلاّ «نحن» أبناء الحرمين الشريفين.. من هذا المنطلق كنتُ أتمنّى لو أننا كمسلمين نملك «القدرة» على إجبار العالم كله للتوقيع على «معاهدة الإسلام العظيمة»، التي تدعو للسلام، والعدل، والمساواة، والتي هي أسمى وأعظم «منظمة» سماوية، صاغ بنودها رب العزة والجلال، لاستطعنا «خدمة» الناس كلهم، لِمَ لا؟ أليس تطبيق الثوابت في «الحياة البشرية» قمة العدل والمساواة؟ لكن يؤسفني أننا.. نحن المسلمين لا نطبّق هذه المعاهدة بحذافيرها في سلوكياتنا، وأنظمتنا، وقوانينا، فكيف نخدم العالم كله بإجباره على التوقيع على هذه المنظمة العظيمة، وهذا «اعتراف علني» بأننا كشعوب، ودول مسلمة أول مَن «طنّش» ولم يطبّق «بنود» هذه المعاهدة العظيمة، كما نعترف أننا عجزنا في تطبيق بنودها ضمن منشآتنا العامة والخاصة، بل نحن أول مَن «اخترقها سلبًا». الجرس الثاني: من هذا المنطلق، ومن باب «اللي ما يربّوه أهله يربّوه الناس»، أو تطبيق المثل القائل: «اللي ما يرضى بالحمّى يرضى بالنفاضة»، تسلّطت علينا نحن «أبناء الأمة الإسلامية» حكومات وشعوبًا «منظمات وهيئات» عالمية حقوقية - وإنسانية - وإعلامية، وأجبرتنا بفعل أيدينا على الانخراط والتوقيع على هذه «المعاهدات الهلامية»، والتي لا تقاس «بمنظمة الإسلام العظيمة»، والتي أمرنا الله عز وجل بتطبيقها في كل شؤون حياتنا العملية والشخصية، وهذا الابتلاء ما هو إلاّ عقاب عاجل من الخالق عز وجل.. لتجاوزنا.. في تطبيق تعاليمه السمحة، والتي هي رحمة للعالم كله، مسلم أو غير مسلم، حتى الدعوة للإسلام يُفترض أن تكون مقرونة بالأفعال اليومية، والتي لو تمعنّا فيها سنشاهد أن الغالبية الكاسحة لا تطبّق هذه التعاليم، لكنها تخضع بكل أدب لأنظمة وقوانين أي بلد تسافر إليه، والسبب أننا عندما نكون خارج أوطاننا نخاف وما نختشيش من تطبيق العقوبات علينا من قِبل هذه الدولة، أو تلك. أليس هذا واقعًا معاشًا؟ أَوَليس كل واحد يوصي أولاده المسافرين للدول الغربية بالالتزام، وعدم مخالفة نظام هذه الدول، بل البعض يقيم دورة تدريبية لتهيئة ثروته البشرية المسافرة لطلب العلم، أو العلاج، أو السياحة خوفًا عليهم من العقوبات التي سوف تُطبّق عليهم لو أن الواحد منهم قد قام بأي فعل مخالف لنظام هذه الدول، هذا ما يحدث على المستوى الشخصي والعام، أليس هذا واقعًا أم أنني -كما يعتقد البعض- أبالغ؟ لا يهم.. لكن الأهم من المهم هنا: إلى متى ونحن كعرب ومسلمين ننخرط جمعًا وفرادى في عضوية هذه المنظمات الحقوقية الأجنبية، والتي قام على وضع بنودها «بشر» مثلنا مثلهم، ويتشرّف البعض من الخارجين عن المنظومة الدينية والاجتماعية لتفعيل أنظمتها داخل أوطاننا الإسلامية، وكلنا نسمع ليل نهار من خلال القنوات الفضائية هذا الحقوقي، وذلك الناشط، وتلك الكاتبة، وأولئك المجموعة ... الخ من المسميات يتعاونون مع هذه المنظمات، بل وينخرطون في عضويتها، ويستخدمونها للضغط على الأوطان ومقدراتها لتنفيذ أجندات خارجية تحت غطاء حقوق الإنسان، وحقوق أبو قردان ... وإلخ من الحقوق التي يرون أنها حق مستحق، لا يمكن الحصول عليه إلاّ بعد أن تضغط هذه الجهات على الدول المعنية لتنفيذ ما يريدونه أولاً، ومن خلفهم هذه الجهات ذات التوجّهات المختلفة. ومن هذا المنطلق وقّعت الدول الإسلامية معاهدات كثيرة، كما تدخلت كثير من المنظمات الهلامية ك»هيومان رايتس ووتش» في شؤون الدول الإسلامية. الجرس الثالث: الدِّينُ عند الله الإسلام، ولا غيره، والحل عند الله في تطبيق شريعته السمحة، والإصلاح لا يأتي أبدًا إلاّ بتطبيق هذه التعاليم، ثم يبدأ من الداخل -والداخل الذي أعنيه داخل أنفسنا أولاً، وداخل بيوتنا ثانيًا، وداخل مدارسنا ثالثًا، وداخل مدننا رابعًا، وداخل أوطاننا خامسًا- عندئذٍ حتمًا ولابد أننا سننعم بكل الحقوق المشروعة، والتي كفلها لنا هذا الدِّين الحنيف. أمّا وأن البعض من هؤلاء يستعدون على الدول الإسلامية هذه المنظمات الخارجية، فيؤسفني أن أعترف بأن المقولة المأثورة التي تقول: (كما تكونوا يولَّ عليكم)، تنطبق على هؤلاء والسبب أن التراخي في تطبيق شرع الله جعل لهذه المنظمات الخارجية وعملائها سلطة على المسلمين!! خاتمة: اللهم لا تسلّط علينا مَن لا يخافك ولا يرحمنا!
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (13) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain