لم تمر فترة على هذا الشعب النبيل إلاّ ويستيقظ على بشرى من قرارات حكيمة وهامّة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. فلم تمر فترة طويلة على جملة القرارات الحازمة والمفصلية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إبان عودته من رحلته العلاجية إلى أرض الوطن، والتي طالت كل بيت سعودي، بل كل فرد من أفراده من أوامر للطلبة، وإلحاقهم بالبعثات، وتوفير السكن المناسب لكل مواطن، وتحسين مستوى المعيشة له، وتعزيز المرافق العامة، والمدن الصحية المختلفة، وغيرها والتي تقدر بمئات المليارات. ولم يُلقِ خادم الحرمين الشريفين لهذا الكم من البذل بالاً طالما كانت لشعبه ورفاهيته، بل أمر بسرعة تنفيذها ومتابعتها شخصيًّا. وها نحن نحتفل بيومنا الوطني الذي ينتظره المقيم قبل المواطن، والبعيد قبل القريب، والصغير قبل الكبير؛ ليثبتوا للعالم بأسره حبّهم وولاءهم لهذا القائد العظيم الذي أسر حبه القلوب. وها هو خادم الحرمين أبومتعب -حفظه الله- أمام مجلس الشورى، وبخطابه السنوي المعتاد، وبكلام موجز بليغ يُذكِّر أعضاء المجلس بدور -المغفور له- الملك المؤسس عبدالعزيز، مشيدًا ومنوّهًا بوقفة ودور آبائهم وأجدادهم في توحيد هذه البلاد، وقيامها، وحثّهم على مواصلة المسيرة البناءة للمحافظة على أمجاد آبائهم وأجدادهم، وتطوير مستقبل أبنائهم، وأن يكونوا خير خلف لخير سلف، وبعد تقديره المدروس مسبقًا لاختلاف ظروف الزمان والمكان، ومتطلبات العصر الحديث بما يتوافق مع الشريعة السمحة، ورجوعه واستشارته لأهل العلم والشرع الثقات داخل البلاد وخارجها، مراعيًا قول الله تعالى: (وأمرهم شورى بينهم)، وحفظًا لحقوق الجنسين الخاصة والعامة، واستشهاده البليغ من التاريخ لحادثة هامة.. أمر حفظه الله بمشاركة المرأة -نصف المجتمع، والمدرسة الأولى- في عضوية مجلس الشورى (السلطة التشريعية في هذه البلاد)، والمجالس البلدية إيمانًا بدورها الفعّال في بناء المجتمع واعتبارها ركيزة أساسية، وتقديرًا لها، ولحقها في التعبير والتصويت وإبداء الرأي والمشورة. وأخيرًا لا يسعنا إلاّ أن نشكر المولى عز وجل على هذا القائد الحكيم، وأن نقدم له أقل واجب علينا، وأبسط ما طلبه منا مسبقًا وهو الدعاء له بأن يطيل الله في عمره ويحفظه، ويسبغ عليه ثوب الصحة والعافية، وأن يعيد عضده وولي عهده سالماً معافى، وأن يشد أزره بالنائب الثاني، ورجل الأمن الأول لهذه البلاد يحفظهم الله جميعًا من كل مكروه. خاطرة: في ظل عهد وقيادة خادم الحرمين الشريفين لن يبقى بمشيئة الله تعالى فقيرًا، أو مظلومًا أسوة بعهد الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-، فحفظ الله خادم الحرمين، ووفقه لما فيه مصلحة العباد والبلاد.