دخل الثوار الليبيون أمس مدينة سرت مسقط رأس العقيد معمر القذافي من محورين، واقتربوا من حسم المعركة مع الموالين للقذافي، بعدما باتوا على مسافة مئات الأمتار من قلب المدينة، كما سيطروا في الوقت نفسه على مزيد من المدن في الجنوب، وفقا لما نقلته قناة «الجزيرة» عن مراسلها هناك. فيما زعمت شبكة «وطن» الالكترونية» نقلا عن من وصفته بالمتحدث العسكري باسم ثوار الجبل الغربي أن القذافي سقط بالفعل في قبضة الثوار بينما صرح وزير خارجية النيجر محمد بازوم في نيويورك ان وفدا من الحكومة الانتقالية الليبية سيجري محادثات قريبا في النيجر لتحسين التنسيق بين الجانبين في مواجهة المشاكل الناجمة عن اطاحة العقيد معمر القذافي. من جهة اخرى قال المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا امس إنه عثر على مقبرة جماعية في العاصمة طرابلس تضم رفات أكثر من 1270 شخصا قتلتهم قوات الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في مذبحة عام 1996 في سجن أبو سليم بالعاصمة.وقال الطبيب عثمان عبد الجليل المسؤول الطبي إن المجلس يتعامل مع أكثر من 1270 «شهيدا» ويسعى للتعرف على هوية كل منهم عن طريق اختبارات الحمض النووي.وأضاف إن الأمر قد يستغرق سنوات للوصول الى الحقيقة كاملة.وقال خالد الشريف المتحدث باسم المجلس العسكري في طرابلس إن محققين اكتشفوا الموقع قبل نحو اسبوعين بناء على معلومات من اشخاص اعتقلوا للاشتباه في ضلوعهم في المذبحة. إلى ذلك، قال وزير الخارجية النيجري محمد بازوم ان وفدا من الحكومة الانتقالية الليبية سيجري محادثات قريبا في النيجر لتحسين التنسيق بين الجانبين في مواجهة المشاكل الناجمة عن اطاحة العقيد معمر القذافي. وجاءت تصريحات بازوم بعد لقاء بين رئيس النيجر محمدو ايسوفو محادثات مع رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. وقال بازوم بعد اللقاء: «اتفقنا على تنظيم زيارة لوفد من المجلس الوطني الانتقالي الى النيجر»، موضحا ان موعد الزيارة لم يحدد بعد ومرتبط بجدول مواعيد المجلس. واضاف: إن «هذه الزيارة يمكن ان تتم في اي وقت ونحن مستعدون لها ونأمل في حضور الوفد في اقرب وقت ممكن». واوضح ان المحادثات بين رئيس النيجر وجبريل تناولت خصوصا «غياب الامن في المنطقة» وضرورة اقامة «تنسيق اكبر» بين نيامي وطرابلس لمواجهته. وقد لجأ الى النيجر 32 من اقرب المقربين الى القذافي بينهم ابنه الساعدي وثلاثة ضباط ومسؤولون آخرون. وقال الوزير النيجري : إن مسألتي «الشخصيات الليبية» اللاجئة الى بلده وانتشار الاسلحة الخارجة من ليبيا في المنطقة ستناقشان خلال اللقاء. واضاف ان الاسلحة تشكل مصدر قلق «رئيسي» للنيجر. وكان رئيس النيجر تحدث في الجمعية العامة للامم المتحدة الجمعة عن «مخاطر زعزعة الاستقرار: في منطقة الساحل بسبب انتشار الاسلحة القادمة من ليبيا. وقال: إن «اسلحة (جاءت من ليبيا) تنتشر في كل منطقة الساحل والصحراء وقد تقع بأيدي ارهابيين»، مؤكدا ضرورة ان يلقى بلده «دعما من الاسرة الدولية لعمله الاقتصادي والامني».