* لكل الذين كتبوا للوطن أقول: دمتم للوطن، ولكل الذين قاموا وقعدوا ورقصوا وغنّوا وضحكوا وفرحوا أقول لهم: بارك الله فيكم، فالوطن يليق بكل ما نقدمه له، كما يليق بالحفلة والفرح، لكني أريد أن أقول: إنّ عشق الوطن وحبه ليست كلمات فقط ولا زغاريد ولا دمدمة، بل هو عمل جاد وتضحية أكبر من كل التضحيات، وكل ذلك من أجل أن يكبر الوطن ويكبر، والحرص فينا عليه وآماله، لنرى كل ما فيه أروع من كله، ونعمل على أن نقدم له من أرواحنا حياة تحمله إلى قمم التقدم والتطور، وأن يكون خوفنا عليه من كل شيء، من الفاسدين ومن المستهترين، ومن اللصوص ومن الخونة، ومن الكسالى ومن الإرهابيين والغادرين، والوقوف لكل من يؤذيه ولو بكلمة فهل نحن كذلك؟! وكلكم يريد أن يكون ابن الوطن البار والمحب الذي يرفض أن يرى الخطأ أمامه، والمحسن الذي يظل يقف ويصرّ على محاربته، ويدفع بكل ما يملك من أجل أن يقدم لوطنه من خلاله ما يحقق له الرفعة، فلا ينفعه أن نحبه هكذا ببساطة ونغنّى له دون أن نعي ما معنى كلمات الأغنية التي نرددها، ونرقص في نشوة تتلاشى بعد ثوانٍ من مغادرة المكان، ومن هنا فإني أتمنى من الله أن يحفظ علينا هذا الوطن وولاة أمرنا ويديم علينا نعمه، ومن هنا فإني أرجو من كل من ينتمي للوطن أن يرتب أهمّ ما يهمه من اليوم في صدره، ومن اللحظة للعام القادم، ومن ثم يكتب مفرداتها متمنياً من كل مواطن ومواطنة أن تحمل في يدها ورقة أو دفترا ومن ثمّ تضعه أمامها لتدوّن فيه كل مشاهداتها عن كل ما يجري حولها، لترى كم هم الذين يحبون الوطن، وكم هم الذين يكسرون بعضًا من أنظمته ويعتدون على ممتلكاته، ويركضون بعكس الأسوياء، لننتهي بالمحبين من أبنائه وبناته الذين يحملون له حباً خالصاً تكوّنه المواطنة المغلّفة بالود والمشاعر الجميلة لوطننا الكبير...!!! * حب الوطن ليس بالضرورة أن يكون في هيئة مكلّفة، بل هو ببساطة أحاسيس صادقة تعشق الثرى عشقاً لا يوازيه عشق، وتحبه بقوة وتتمنى له الخير للأبد، عشق الوطن هو أن تنسى ذاتك من أجل أن ترى في جبهة الوطن لمعة السعادة، عشق الوطن هو أن يحبه الموظف الصغير والمسؤول الكبير تماماً كما يحب أثمن ما لديه وما يملك، ويتصرف في القرش وكأنه من جيبه، ويقبل الوظيفة في المكان حين يرى في ذاته المقدرة، ويرفضها حين يرى في غيره المقدرة على إدارتها بطريقة أفضل منه، هو هذا الحب الذي نريده، وهو الحب الذي لم أشاهده من خلال معايشتي إلا في القلة أمام أكثرية!، أولئك الذين يحبّون أنفسهم ويعشقون ذاتهم بعيداً عن من يخسر وعن من يكسب، وهم كثير، هم فلان الذي احتل وظيفة أكبر من عقله، وفلان الذي ظلّ يدور في مكانه ولا فكر ولا يحزنون، وهم كل من يعتدي على مكتسبات الوطن، ولأن للحب ملامح فإني أريده يكون حباً خالصاً من كل شوائب الغش والخديعة، منقى من عفونة الأنانية وهي أمنيتي..!! * (خاتمة الهمزة).. أغنّي للوطن أغنية من دمي، وفي صدري نبضي يُردِّد معي عاش الوطن، وللوالد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- دعواتي بحب وفخر يليق ببطولته التي قدمها منه ليُهدي للأجيال هذا الوطن الكبير، وهذه المملكة الرائعة المملوءة بالخير والإنسانية... هذه خاتمتي ودمتم.