قال الضَمِير المُتَكَلّم: منذ أكثر من عشرين سَنة، وطيبة الطيبة في منطقتها المركزية (منطقة الحَرَم النبوي الشريف) لا تختفي عنها المشاريع (بين حَفْرٍ ودَفْن)، ولكن دون رؤية مستقبلية واضحة، فقد وُلِد بعض أبناء طيبة، وكبروا ومعالمها لم تتضح بَعْد!! نعم وبالتأكيد حَظِي (المسجد النبوي الشريف) بالرعاية والاهتمام، ونعم بَرزت للعيان أبراج القطاع الخاص التي تُطَاوِل منارات الحرم النبوي الشريف، وأمّا ما عَدا ذلك فالسّاكن لطيبة، والزائر لمنطقتها المركزية يَرْصد العديد من الملحوظات التي منها: * تَكَدّس الأبراج السكنية والفنادق حول المسجد النبوي، بينما الطرق بينها في أغلبها مَمَرات ضيقة يزدحم فيها الزائرون، وهنا لو حصل أي طارئ (لا سَمَح الله)، فإنه -وبحسب المختصين- يصعب إخلاء المنطقة، والخطر الأكبر مِن تَبِعَات التّدافع!! * خُلو نَسِيج المنطقة المركزية من الخدمات العامة الضرورية كالمراكز الصحية، والدفاع المدني، ومراكز الجهات الأمنية والإدارية المسَانِدة، فمَقَارّها مُؤَقتة من هَنَاقِر حَدِيدية تُشَوّه الصورة!! * الفنادق ودور الإيواء في المنطقة أغلبها مصنوعة للأغنياء، فهي من ذات الخمسة النجوم، فلا مكان للمساكين هناك! * تَعَثّر بعض المشاريع وارتباكها، فما أن تبدأ إلاَّ ويتم التعديل عليها بالحَذف والإضافة، أو بالإلغاء! ومن شواهِد ذلك مشروع سوق المدينة القديم الذي حُجِز بأسوارٍ من جذوع النخل، وله قُفِلَت الساحة المحيطة، ولكن منذ سنوات مجمّد لا حَركة فيه!! أيضًا أقيم مشروع سوق شعبي من الحَجَر، وفُتِح لعدة أشهر، ثمّ فجأة أغلِق دون مبررات واضحة لإنشائه، ثم لموته! كذلك نفَق تقاطع (السّلام مع طريق الملك فيصل) فُتِح بطنه منذ سنوات، وما زال مفتوحًا ليكون شاهِدًا على التباطؤ والتعثُّر في إنجاز بعض المشاريع! * الطرق المحيطة بالحرم النبوي منذ سنوات تُشَوّهها الصّبّات والتحويلات، وتخلو من ممرات للمشَاة، ولا وجود فيها، أو على هامشها للمساحات الخضراء التي تكون مُتَنَفّسًا للزائرين، وجَمَالاً للناظرين! ويبقى رغم الدّعم الحكومي اللامحدود، والميزانيات الكبيرة التي تُرْصَد للمدينة النبوية إلاَّ أن أغلب مشاريع المنطقة المركزية تعاني من (الارتباك، والتعثّر، وتكرار الحَفْريات والدّفْنِيّات)، أمّا الأسباب فالتخطيط ضَيّق الأفق، والدراسات غير الدقيقة، والشركات غير المؤهلة للتنفيذ، والأهم المراقبة المحاسبيّة المفقودة!! (ما سبق أجزاء ممّا بعثه الأستاذ نايف الحربي تحت عنوان "من أجل طيبة")، فله التقدير والشّكر.. وهَل يُعاد النظر في حال المنطقة المركزية بطيبة الطيبة؟! ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. تويتر: @aaljamili [email protected]