وصف الزعيم الليبي الفار معمر القذافي الأحداث الجارية في ليبيا بأنها «مهزلة»، داعيا إلى عدم تصديق الإطاحة بالنظام، في تسجيل صوتي بث أمس الثلاثاء على قناة «الرأي» التي تتخذ من سوريا مقرا لها. يأتي ذلك، فيما تراجع الثوار الليبيون أمس في المعركة التي يخوضونها للسيطرة على مدينة بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي، بعد يوم من معارك ضارية مع قوات الموالية للعقيد الفار. وقال القذافي إن «ما يجري في ليبيا مهزلة شرعيتها معلقة مع قنابل الجو التي لن تدوم». وأضاف «لا تفرحوا ولا تصدقوا أن هناك نظاما أطيح به أو أن هناك نظاما فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبري». وتابع القذافي المتواري عن الأنظار منذ سقوط طرابلس الشهر الماضي: «النظام السياسي في ليبيا هو نظام سلطة الشعب يمارسه كل الليبيين رجالا ونساء في المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية. ليس للقذافي نظام سياسي حتى تتم الإطاحة به». وأكد أن «لا شرعية إلا لسلطة الشعب والمؤتمرات العامة وما عدا ذلك فهو باطل وغير شرعي». على الصعيد الميداني، انسحبت معظم سيارات مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي الليبي التي كانت تجوب الخطوط الأمامية للجبهة على بعد حوالى ستة كليومترات من وسط المدينة (170 كلم جنوب شرق طرابلس) إلى منطقة تبعد حوالى 20 كلم عن بني وليد. ومنع المقاتلون الصحافيين من التقدم نحو بني وليد بعدما كانوا يتمركزون فيها خلال الأيام الماضية. وقال أحد المشرفين على الحاجز الأخير الذي يسمح للصحافيين بالتمركز عنده «إذا تقدمتم ستقتلون، ونحن لا نضمن سلامتكم». ودارت معارك طاحنة الاثنين في مدينة بني وليد بعدما دخلتها أعداد كبيرة من الثوار صباحا، قبل أن تعود وتنسحب بعد الظهر، فيما تحدث غالبية عناصرها عن مقاومة عنيفة يلقونها داخل المدينة. وبات مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي يواجهون صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد.