رحمك الله رحمة الأبرار يا خالي، كم كابدت الحياة وكابدتك، الموت والفراق قدر الأحياء في هذه الحياة الدنيا، ونهاية حتمية لكل كائن حي يقضي أيامًا معلومة ومُقدَّرة له من الأزل، ثم ينتقل إلى دار الخلود، هناك الحياة الباقية والخالدة، والتي نسأل الله أن تكون حياة السعداء، وفيها ننال برحمة من الله ورضوان مرافقة الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقًا. هكذا هي الحياة بوابة عبور إلى دار أخرى، مهما طال بنا المقام في دنيا فانية لا تستحق منا أن نعطيها أكثر مما ينبغي، هي دار ابتلاء وعمل وتزود لما هو أبقى، فالسعيد من عرف الغاية والمراد، وأحسن وتجمل وعرف الدرب ليصل إلى برِّ الأمان بسلام وطمأنينة. حياتنا ومماتنا بيد رب العالمين قدر مكتوب ومآلنا معلوم، لا نعلم بأي أرض نموت ولا متى نموت وفي أي زمان سترسو سفينة الحياة على شواطئ دار الآخرة؟ الدنيا فانية هكذا يردد الصغير والكبير عبارة قصيرة كقصر عمر الدنيا، ولكن هل يعي من يرددها معناها؟ أشكُّ في ذلك فطول الأمل والغفلة والنسيان والشيطان دومًا ينسينا هذه الحقيقة ويجمل لنا أعمالًا نحسبها صوابًا وهي ضلال مبين، نتكالب على لا شيء على متاع زائل، ونبتعد عن حقيقة ما خلقنا من أجله. ها هي لحظات الموت والفراق والألم والحزن تلوح لنا، وتقول هلموا إلى أنفسكم وأهليكم واجتمعوا قبل أن يعز اللقاء ولا نجد له سبيلًا. تذكرت كلمات علمتني هي جدتي لأمي رحمها الله كانت تقول: (تجملوا فإنَّ الحياة قصيرة) نعم إنها الحياة دقائق وثوانٍ تجتمع لتكون السنين التي مهما بلغت لا بدَّ لها من نهاية. رحلة حياة يقضيها الإنسان في عمر قدره الله حتى إذا جاءت ساعة الموت فإنها لا تتأخر ولا تتقدم (ولكل أجل كتاب). (علي حمدان) - كبير عائلتنا - تغمدك الله برحمته وأسكنك فسيح جناته وجعل ما ألم بك من مرض كفارة ورفعًا لدرجاتك في عليين. إليكم أحبتي من آل حمدان خالص العزاء والدعوات بأن يلهمكم الله الصبر والسلوان على فقيد كبيركم الذي آل إلى رحمة الله العزيز الغفار، وبارك في أعمار إخوانه وأخواته وأبناء عمه وأهل بيته وعائلتي التي أحب. (إنا لله وإنا إليه راجعون) [email protected]