ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في خطاب أمام وزراء الخارجية العرب في القاهرة بالذين يقمعون «بالقوة المطالب المشروعة» لشعوبهم في إشارة واضحة إلى سوريا، مؤكدًا أن الوقت حان «لرفع علم فلسطين في الأممالمتحدة». وقال أردوغان خلال زيارة للقاهرة، هي المحطة الأولى لجولته في الدول العربية الثلاث التي قامت فيها انتفاضات شعبية أطاحت بأنظمتها، وهي مصر وليبيا وتونس: إن «مزيدًا من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن يكون شعارنا المشترك لأن أحداً لا يستطيع الادعاء أن شعوبنا لا تستحق أن تنظر إلى المستقبل بأمل»، وأضاف: «إننا ملزمون بتلبية المطالب المشروعة لشعوبنا بوسائل وأساليب مشروعة»، وتابع «هؤلاء الذين يحاولون قمع المطالب المشروعة بوسائل غير مشروعة وبالقوة، هؤلاء الذين يؤجلون العدالة سوف يفهمون، ليس اليوم ولكن غدًا أنهم يرتكبون خطأ جسيمًا». وأشار إلى الشاب محمد بوعزيزي الذي أطلق شرارة الانتفاضة في تونس ثم في دول عربية أخرى قائلًا: إنه «ذكر العالم مرة أخرى بقيمة الشرف الإنساني»، وأكد أنه «من غير الوارد بالنسبة لتركيا أن تتخذ موقفًا لا مباليًا من التطورات في الشرق الأوسط». من جهة أخرى عقد رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف مؤتمرًا صحافيًا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور مصر على رأس وفد ضخم. وقال رئيس الوزراء التركي: إن إنجازًا كبيرًا بحجم ثورة الخامس والعشرين من يناير لا بد أن يستتبعه بعض المنغصات «وأنا واثق أن مصر سوف تتغلب عليها»، وأكد رجب طيب أردوغان أن تركيا ستقف بجانب مصر حتى تتغلب على الصعوبات الحالية ، مشيرًا إلى أنه سيتم تعزيز التعاون بين البلدين أكثر وأكثر على كل الأصعدة، وقال أردوغان: «أعتقد أن البلدين ستكونان الوجه المشرق للمنطقة». وتحدث عن التنسيق لزيادة حجم التعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ ثلاثة مليارات دولار في الوقت الحالي، وسيتم رفعه «خلال فترة قصيرة إلى خمسة مليارات دولار». وأضاف أنه سيشارك اليوم في اجتماع مجلس الأعمال المصري-التركي لبحث عدد من المشروعات المشتركة في مجالات السياحة والمواصلات والمصارف والطاقة. من جانبه أعلن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف، توقيع عدة اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين القاهرة وأنقرة، بهدف توثيق العلاقات بين البلدين. مؤكدًا أن ذلك التقارب يصب في مصلحة منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأضاف شرف، خلال المؤتمر الصحافي أن «هناك تشابهًا في المواقف السياسية إلى حد كبير بين مصر وتركيا... ومما يسهم في زيادة التعاون بين مصر وتركيا، التاريخ والثقافة المشتركة بين الدولتين». وبسبب مواقفه من إسرائيل، يتمتع أردوغان بشعبية كبيرة في مصر دفعت أكثر من 3 آلاف شخص إلى استقباله بصورة عفوية في مطار القاهرة لدى وصوله مساء الاثنين، وهو ما لم يحدث منذ عقود مع أي مسؤول أجنبي.