واجه الثوار الليبيون مقاومة شرسة أثناء محاولة اقتحام بلدة «بني وليد» بعد فشل المفاوضات لدخول البلدة، التي تعد أحد آخر معاقل أنصار العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، تزامناً مع وصول رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبدالجليل، إلى طرابلس، لأول مرة منذ بدء ثورة 17 فبراير.وقال شهود: إن قوات المخلوع معمر القذافي هاجمت البوابة الأمامية لمصفاة نفطية على بعد 20 كيلومترا من بلدة راس لانوف الساحلية أمس مما أسفر عن مقتل 15 حارسا وإصابة اثنين. وصدّ أنصار القذافي زحف الثوار نحو البلدة بإطلاق صواريخ «غراد»، ما دفع بعضهم للتقهقر وسط أزيز تحليق طائرات يعتقد أنها مقاتلات حلف الناتو، فيما أعاد الثوار تجميع صفوفهم. وتحدثت مصادر من المجلس الليبي عن تقارير استخباراتية تشير الى قيام أنصار القذافي بنقل عدد من أسرى الثوار إلى بلدة «قصر بو هادي»، التي تقع على بعد 10 أميال شرقي «سرت»، لاستخدامهم كدروع بشرية. من جانبه، أكد الناتو قيام طائراته بعمليات قرب بني وليد، وضرب المعدات العسكرية التي يستخدمها الموالون للقذافي، كما أعلن الحلف أنه ضرب المدافع المضادة للطائرات، ودبابة وعربات مسلحة وأهدافا أخرى بالقرب من سرت.وقال الناطق باسم الحلف، العقيد رولاند لافوي : «لا ننسق الهجمات مع المجلس الوطني الانتقالي.» وكانت مفاوضات دخول «بني وليد»، وهي بلدة تقع على بعد 150 كيلومترا جنوب شرقي طرابلس، قد تعثرت، ويرجح المجلس الانتقالي أن بعض أبرز رموز النظام الليبي السابق، من بينهم اثنان من أنجال القذافي، ربما تحصّنوا بداخلها. وقال كبير مفاوضي المجلس الانتقالي، عبدالله كنشيل: إنه يتوقع سقوط المدينة بأيدي الثوار قريباً، بيد أنه أقرّ بالمقاومة التي يبديها الموالون للقذافي، وانتشار القناصة على أسطح المنازل.ونفى عبدالرحمن بوسن، الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي، علم المعارضة بأعداد الموالين للقذافي داخل البلدة، الذين يعتقد أنهم مدججون بالأسلحة الرشاشة والصواريخ. في غضون ذلك ، وصل رئيس المجلس الوطني الانتقالي إلى طرابلس، التي يزورها للمرة الأولى منذ بدء الثورة ضد العقيد القذافي، حيث فوّض القادة الميدانيين حرية إطلاق الهجوم على معاقل الموالين للقذافي مع انتهاء مدة الإنذار، قائلاً: «الوضع الآن بين أيدي المقاتلين الثوار.. لقد تحدثنا إليهم عبر قادتهم ونترك لهم خيار تقرير (الهجوم) متى يشاءون».وحذر عبدالجليل من أن معمر القذافي لا يزال يمثل خطراً، وفق ما نقلت وسائل إعلام ليبية.ويشار إلى أن «بني وليد» هي واحدة من ثلاث بلدات ليبية لا تزال عند ولائها لنظام طرابلس السابق، بجانب «سرت» مسقط رأس العقيد القذافي، و»سبها» جنوب غربي ليبيا.