ذهب أبناؤنا وبناتنا إلى دور العلم لينهلوا منها ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم بعد أن انتهت العطلة الصيفية، وبدأ العام الدراسي الجديد 1432ه - 1433ه جعله الله عام خير وبركة، وقد تجدد النشاط ودولتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وسيدي ولي عهده الأمين، وسيدي النائب الثاني ووزارة التربية والتعليم ممثلة في وزيرها ووزير التعليم العالي قامت بواجبها من ناحية إعداد المعلمين وتدريبهم وتعيينهم، وافتتاح المدارس والمعاهد والجامعات بجميع كلياتها وتجهيزها بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا علمية وتوفير المراجع والكتب وكل ما يلزم لتهيئة الجو الدراسي الصحيح والمناسب. بقي الآن أن أُذكِّر نفسي وزملائي منسوبي التعليم بأن التعليم مهنة الأنبياء والرسل، وهم قدوتنا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: (بعثت متممًا لمكارم الأخلاق)، فالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة وحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم حب الوطن كلها فضائل يجب غرسها في نفوس أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات، وهذا الجانب هو مهمة المعلمين، وهم مؤهلون للقيام به. إن المسلمين يتعرضون الآن لهجمة شرسة عالمية وهم متهمون بالإرهاب ودينهم كذلك، والسبب كما هو معروف قلة قليلة من المسلمين فاقدي البصر والبصيرة أحدثت ضررًا بالإسلام والمسلمين أكثر من غيرهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، واجب المعلمين تضاعف في تعليم تلاميذهم دينهم الإسلامي الصحيح الوسط الذي فيه (لكم دينكم ولي دين)، وفيه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، وفيه أيضًا (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا).. إن شبابنا أمانة في أعناقنا نحن المعلمين مسؤولون عنهم أمام الله في الآخرة، وأمام وطنهم ومجتمعهم وأسرهم، والأسرة كذلك عليها دور أساسي في تربية النشء، وتعتبر اللبنة الأولى في البناء التربوي للتلميذ والأب عليه دور كبير وأساسي مع المعلم في التربية، وهما ركيزتان لا يستغني أحد منهما عن الآخر، وكما يُقال عندما تسقط الثمرة لا تبتعد كثيرًا عن الشجرة، لذا أي تلميذ قدوته والده ومعلمه، وإذا حصل أي تنافر أو تناقض بينهما سوف ينعكس ذلك على أخلاق التلميذ، فما فائدة الأب يُربّي ابنه أحسن تربية، ويُرسله للمدرسة، وهناك يرى معلمه يتلفّظ بسَاقط القول، ويُدخِّن ويَكذب والعَكس صَحيح. ولا نغفل ولا ننسى دور المجتمع، لأنه أساسي مع الأسرة والمدرسة، وكل منهم يكمل الآخر، وباتحادهم يؤتي التعليم ثمرته، وينتج أجيال مستنيرة على قدر المسؤولية، وعلى قدر التحدي. أسأل الله العلي العظيم أن يوفق أبناءنا وبناتنا ومعلّمينا لما فيه الخير والسداد وبالله التوفيق.