تعد مشاعيل العيد من العادات المتوارثة في منطقة الباحة، حيث كانت وسيلة الإعلام الوحيدة للإبلاغ عن ثبوت هلال شوال، وبدء أول أيام العيد، وذلك قبل ظهور وسائل الإعلام ومن أجل التعريف بدخول العيد كانت تشعل النيران على قمم الجبال العالية إيذانًا بثبوت رؤية هلال رمضان، أو بحلول العيد. وبعد تطور وسائل الإعلام المرئي والمسموع أصبح الإعلان عن العيد يبث عن طريق التلفاز، والإذاعة، والإنترنت. «المدينة» التقت عددًا من المواطنين الذين عاصروا الإعلام القديم والحديث. وفي البداية قال خميس غرم من المعاصرين لهذه العادة التي توارثها ابناء قبائل غامد وزهران في منطقة الباحة: كان أهالي القرى في الماضي يستخدمون المشاعيل وهي عبارة عن حطب وخشب وأشجار تجمع بكمية كبيرة وتوضع في اعلى الجبال لرؤيتها من أبعد مكان. وتشعل هذه المشاعيل عند ثبوت الرؤية في أي قرية، وكلما رآها أصحاب قرية من القرى المجاورة شبوا مشعالهم كذلك. ويستغرق جمع المشاعيل أكثر من أسبوعين يشترك فيها جميع ابناء القرية من الرجال والنساء والأطفال. وكان خبر العيد يدخل البهجة والفرحة في قلوب الناس، وتنتشر هذه المشاعيل في جميع قرى منطقة الباحة، ولا نقوم بإشعالها حتى نشاهد اشتعالها في أعالى جبال السراة أو نسمع أصوات البنادق أمّا في وقتنا الحاضر انتشرت وسائل الإعلام فأصبح التلفاز في كل منز؛ ولذلك اندثرت هذه العادة منذ سنين. صعوبة الحصول على الأخبار من جانبه قال صالح سعيد الزهراني: كانت تأتينا الأخبار بالعيد بعد مشقة وتعب، حيث كان ابناء القرى ينتظرون اشعال النيران في اعلى الجبال، ويستمر الانتظار أكثر من أسبوع قبل دخول العيد، ولكن كانت له نكهة خاصة. أمّا في وقتنا الحالي تغير كل شيء فأصبحنا نستعد لمناسبة العيد قبل دخوله بأيام بعكس الماضي. ويقول عطية عبدالله الزهراني كانت الوسيلة لنقل الأخبار هي اشعال النيران في أعلى قمم الجبال، وكان الناس يتناقلون أخبار الرؤية بهذه الوسيلة، حيث يشاهدها الناس فيشعلون النيران في أعلى قمم جبالهم. ويقول العم على غرم الزهراني: بعد اكتشاف البندقية ووصولها إلينا أصبحت وسيلة إعلامية تصاحب المشاعيل، وهي تكون بمثابة الاعلان لدخول شهر رمضان وحلول العيد. ويقول عبدالله الكناني إن معرفة دخول شهر رمضان وحلول الأعياد كانت صعبة للغاية لعدم وجود إعلام سريع مثل وقتنا الحاضر ويضيف عبدالله بأن تلقي خبر دخول العيد كان له طعم خاص، حيث يكون مفاجئًا للجميع. ويقول لقد انتهت المشاعيل بعد وجود الاعلام ولكن اصبح جمعها الآن من باب إحياء التراث وقد جمع أهالي قرية الحلاة في الباحة أكبر مشعال للإعلان عن دخول عيد الفطر للدخول به في موسوعة جينس للأرقام القياسية. كما اهتمت القنوات الفضائية بنقل وقائع المشاعيل بالباحة ويقول على غرم الزهراني: بعد أن تم اكتشاف البندقية أصبحت وسيلة إعلامية تصاحب المشاعيل للإعلان عن دخول شهر رمضان وحلول العيد. ويقول العم موسى احمد الزهراني : كان يصعب رؤية الهلال في المناطق الجبلية فنعمد إلى جمع أكوام من الأشجار والحطب في أعالي الجبال، ونقوم بإشعالها إيذانًا بثبوت رؤية شهر شوال. وكلما رآها أصحاب قرية من القرى المجاورة شبّوا مشعالهم. أمّا خالد المحضري وأحمد عبد الله فيقولان بعد أن كان الإعلام بدخول العيد من الامور الصعبة أصبح ميسّرًا للجميع في وقتنا الحاضر.