سجلت أقسام الشرطة في محافظة جدة أكثر من 50 قضية جرائم معلوماتية تنوعت ما بين اختلاسات مالية، تهكير وابتزاز. وتولّت اقسام الشرط التحقيق في تلك الجرائم، فيما عمدت وحدة مكافحة الجرائم الالكترونية والمعلوماتية الى تتبّع عدد من مرتكبي تلك الجرائم والتي كان آخرها القبض على مواطن بالمنطقة الشرقية ارتكب 8 جرائم نصب واحتيال مستخدمًا التقنية الإلكترونية في تنفيذها. وتنوّعت القضايا التي سجلت بلاغتها في أقسام الشرطة مابين قرصنة مواقع إلكترونية، اختراق ايميلات إلكترونية وسحب البيانات والمعلومات التي كانت محفوظة في تلك الإيميلات، إضافة إلى قيام عدد من المحتالين باستخدام التقنيات الإلكترونية والاتصالات في الاحتيال على آخرين من خلال استخدام أرقام شرائح الهواتف النقالة واستدراج الضحايا الذين يتم خداعهم بايهامهم بالحصول على جائزة من إحدى شركات الاتصالات بمبالغ مالية عالية قيمتها 100 ألف ريال. وكان من بين القضايا التي تابعتها شرطة جدة بلاغ أحد المواطنين عن تعرضه لعملية احتيال وسحب مبالغ مالية من حسابه الخاص بعدما تمكّن شخص اختار اسمًا وهميًا من مهاتفة الضحية منتحلًا صفة موظف بالبنك، وأن على الضحية تحديث بياناته ليتحصل المحتال على الارقام الشخصية والسرية للعميل والتي من خلالها تمكن من الوصول الى رقم الحساب الخاص بالعميل وسحب مبالغ مالية كبيرة مستغلا حسابات أخرى كان يقوم بالتحويل إليها ومن ثمّ القيام بسحب المبلغ من الحساب المحول إليه المبلغ، وتمكّن المحتال الذي ألقي القبض عليه من قبل شرطة الدمام من تنفيذ 8 جرائم خلال فترة شهر واحد!. وتنوعت القضايا حيث كان من بينها قضايا تهكير وقرصنة ايميلات لفتيات تعرضن للابتزاز بعدما اخترق المحتال الارقام السرية للبريد الخاص بهن واستطاع الوصول الى محتوى البريد والعودة مجددا لابتزازهن مقابل إعادة ما تضمنه البريد من بيانات وصور شخصية وخلافها. وكان من بين القضايا التي سجلتها اقسام الشرط وبشكل متكرر، قضايا الاحتيال التي يمارسها مجهولون مستغلين سذاجة بعض الضحايا حيث يعمدون الى الاتصال بالضحايا الذين ينساقون خلف اهوائهم ورغباتهم، ويدعي المحتال انه ممثل إحدى شركات الاتصالات ويبلغ الضحية بفوزه بجائزة نقدية تصل الى 200ألف ريال ويسعى المحتال الى خداع الضحية من خلال تزويده بالاربعة أرقام الأخيرة لشريحة الاتصال الصادرة من شركات الاتصالات وهي الأرقام الثابتة في جميع الشرائح لكافة الشركات لينخدع الضحية بذلك الاتصال ليعاود البحث عن الجائزة الوهمية، وهنا يطلب المحتال من الضحية تزويده بأرقام بطاقات شحن بمبالغ تفوق 5000 ريال لينجرف الضحية خلف تلك الاغراءات التي سرعان ما يكتشفها بعد تزويد المحتال المتصل بارقام بطاقات الشحن التي يتولى سماسرة وافدون بيعها على آخرين من خلال تحويل رصيد للمكالمات بين الهواتف وباسعار اقل من اسعار الشحن. الناطق الاعلامي لشرطة جدة العميد مسفر بن داخل الجعيد قال : إن اقسام الشرطة تستقبل البلاغات في الجرائم المعلوماتية ويتم التحقيق فيها وإحالتها بعد الوصول الى كامل بيانات القضية. وأوضح ان الجهات الامنية في جدة وبالتعاون من مثيلتها في المنطقة الشرقية تعقبت شخصا احتال على عدد من الضحايا وقام بسلب مبالغ مالية من حساباتهم الخاصة بعد تمكنه من الحصول على بيانات الدخول على الحساب البنكي الشخصي وتحويل مبالغ مالية لحسابات اخرى ومن ثم القيام بسحبها. وكشف عن ان قضايا الجرائم المعلوماتية اصبحت من ضمن القضايا التي تتلقى اجهزة الامن بلاغاتها والتحقيق فيها وملاحقة مرتكبيها وإحالتهم للقضاء. ودعا العميد الجعيد المواطنين والمقيمين وكافة من يلحقه الضرر من مثل هذه التصرفات الى تسجيل البلاغ لدى الجهات الامنية للتحقيق في تلك الجرائم. وناشد الجميع ضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم الانجراف خلف المحتالين الذين يتقمصون دور موظفي خدمات العملاء في البنوك ويطالبون بارقام الحسابات، مشيرا الى ان جميع البنوك لا تجري اتصالاتها بعملائها وتطالبهم بالأرقام السرية، مؤكدا ان من يقوم بالاتصال هم اشخاص محتالون يسعون الى الحصول على الارقام السرية ومن ثم سلب المبالغ من حسابات الضحايا الذين ينخدعون بتلك الاتصالات.