أرجو أن يقتنع القائمون على مسلسل «طاش ماطاش»، أن المسلسل قد «طاش» منذ زمن طويل، فلعلهم يتوقفون عن إنتاجه بعد أن حفل من وجهة نظري بكثير من المشاهد الباردة السمجة، المفتقرة إلى أداء لافت، أو حبكة درامية جيدة، أو تصوير مبهر، فالمفترض أن قد تم تطويره خلال سنوات ازدهرت فيها الخبرات والإمكانيات التقنية والفنية، فقد سئم كثيرون من رتابة الإخراج، ورداءة الصوت، وسخافة الأداء التمثيلي المتصنّع، ونمطية الشخصيات الكرتونية الباعثة على الضجر. وبالرغم من تناول المسلسل مشكلات اجتماعية بالغة الأهمية، وقضايا مثيرة للجدل، وحرصه على أداء رسالة اجتماعية هادفة عن طريق معالجتها بطريقة درامية أو فكاهية، إلا أن التكرار النمطي الممل، أبرز خللا في تطوّره، وشحّا في إبداعه التمثيلي والإخراجي، واختلالا في أدائه التصويري، وتأخرا في تقنياته الفنية والإخراجية. كيف تم اختزال الإنتاج الفني السعودي في مسلسل «طاش ماطاش» بشكل اضطر القائمون عليه إلى التمادي في انتاجه طيلة ثمانية عشر موسما رمضانيا، على الرغم من سيل الانتقادات التي طالته ؟ لماذا لم تتطور الموسيقا التصويرية، أو تتغير طريقة التصوير البائسة، أو يتحسن فن الإخراج إلى رؤية أكثر تشويقا وإثارة ؟!. أنطلق من انتقادي هذا كوني أحد المشاهدين المتطلعين إلى احترام أذواقهم، ومراعاة نفسياتهم، لدى محاولاتهم مشاهدة ما يُسلّيهم، دون استفزاز لمشاعرهم الفنية، أو استهزاء بحسهم الدرامي، وهم في ذهول من انخفاض الجودة وانعدام الإتقان في حلقات هذا المسلسل، فالتنافس على خطب ود المشاهد الواعي في عصر القنوات الفضائية، لا يحتمل التنازل عن أساسيات الانتاج الفني، ناهيك عن الإبداع فيه. أرى أن تهتم المؤسسات الإعلامية والثقافية، بدراسة أسباب إخفاق الدراما السعودية، وتخلّفها عن مثيلاتها العربية، وأن تعمل على تقويم الأداء، وتأسيس معاهد لتدريس فنون التمثيل والتأليف والتصوير والإخراج، هذا في حال وجود توجه إعلامي جاد، لتطوير مختلف أنواع الانتاج الفني السعودي، ومنافسة الأعمال العربية - على أقل تقدير - في المحافل الفنية الإقليمية والعالمية، وإلى ذلك الحين، أرجوكم ... خلاص ... كفاية طاش !!. [email protected]