قال المفكر والداعية الإسلامي المعروف الشيخ سلمان العودة حول الاختلاف في أعداد الركعات في صلاة التراويح والقيام: الناس مختلفون في عددها من إحدى عشرة ركعة إلى تسع وأربعين ركعة، وما بين هذين العددين، مشيرًا الى أنه ما يعنينا في هذا المقام أمور، منها: إن أصح ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم ما رواه الشيخان عن عائشة - رضي الله عنها- أنها قالت: “ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة”. لكنه صلى الله عليه وسلم كان يطيلها ويحسنها، كما ذكرت عائشة - رضي الله عنها- في هذا الحديث نفسه. وهناك روايات عن عمر رضي الله عنه، روايات صحيحة، أنه جمع الناس ليصلوها إحدى وعشرين وفي رواية ثلاثًا وعشرين. وأضاف : ولي في هذه المسألة مقال منشور في موقعي الإلكتروني عنوانه “مع القيام”، فصّلت فيه المسألة. وأردف قائلًا : لكن المهم هو أن ندرك أن الصلاة عمومًا -بما في ذلك النافلة- إنما شرعت؛ لتهذيب النفوس، وتصفية القلوب، وتطهيرها من الحقد والحسد والبغضاء، وجعلها متآخية متحابة متقاربة، وهذا من أعظم مقاصد العبادات، وهو أمرٌ ملحوظٌ؛ فإن العبد إذا أقبل على صلاته رقَّ قلبه، وسمت نفسه، فكيف يجوز أو يسوغ شرعًا أو عقلًا أن يكون هذا الأمر الذي شرع لهذه المقاصد السامية مجالًا للخصام والتنافر والتباغض بين بعض طلبة العلم، حينما يسوِّدون الصفحات الكثيرة خصامًا في صلاة التراويح، وهجومًا على بعض، وردًّا على بعض، وتشهيرًا ببعض؟! كما قد يقع ذلك - أيضًا- من العامة في المساجد إذا دخل رمضان، فهم بين قائل للإمام: صلَّ إحدى عشرة، وقائل: صلَّ عشرين، وقائل: خفف الصلاة، وقائل: أسرع فيها، وقائل: أبطئ.. وهكذا يختلفون على الإمام، وتتحول العبادة التي شرعها الله تعالى لتهذيب الأمة أفرادًا ومجتمعات، ولجمع الكلمة؛ تتحول في هذا الزمان إلى ميدان لأضداد مقاصدها، فنسأل الله أن يرد الأمة إلى الفقه في دينه، والاجتماع عليه. وناشد العودة إمام المسجد بترك المشقة، وتأليف الناس على صلاة التراويح بتخفيفها وتسهيل إكمالها، والاعتناء بالقراءة، مع تهيئة جو المسجد وما حوله، وإبعاد كل ما هو سبب في الإزعاج أو المضايقة أو تكدير نفوس وفود الله تعالى في بيته.