تبادلت الكوريتان الشمالية والجنوبية الأربعاء نيران المدفعية بالقرب من حدودهما البحرية المشتركة المتنازع عليها بين الجارتين في أحدث اشتعال للتوتر بينهما. وذكرت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء أن كوريا الشمالية بادرت بإطلاق موجة من القذائف حوالى الساعة الواحدة بعد ظهر أمس الأول بالتوقيت المحلي تجاه الحد البحري المتنازع عليه مع جارتها الجنوبية قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وبعد مرور ساعة، سارعت البحرية الكورية الجنوبية بإطلاق عدد مساوٍ من القذائف التحذيرية. وقالت «يونهاب»: إن القذائف التحذيرية جاءت بعدما أطلقت كوريا الشمالية عددا آخر من القذائف أمس سمع دويها سكان جزيرة يونبيونج بالقرب من الخط الحدودي، وقال الجيش الكوري الجنوبي في بيان: «إن قواتنا في المنطقة تراقب عن كثب تحركات كوريا الشمالية». وقال مسؤول بالجيش الجنوبي: إنه يبدو أن قذائف كوريا الشمالية جاءت من جزيرة يونجماي على بعد حوالى 11 كيلومترا شمال الخط الحدودي الشمالي والمعروف بالحد البحري، وأضاف أن الجيش الكوري الجنوبي أطلق قذائفه التحذيرية من جزيرة يونبيونج. ونقلت «يونهاب» عن المسؤول قوله: «وجهنا قذائفنا التحذيرية ضد الخط الحدودي الشمالي»، وشهدت المنطقة المتنازع عليها عدة مناوشات مميتة بين القوات البحرية للجانبين. وحثت الولاياتالمتحدة كوريا الشمالية على ضبط النفس والعودة إلى المحادثات السداسية بشأن برنامجها النووي، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، في واشنطن: «فهمنا للوضع يشير إلى أن هذا التبادل لإطلاق النار قد توقف الآن. هذا أمر جيد. نحن ندعو كوريا الشمالية إلى ممارسة ضبط النفس». وكان مسؤولون من كوريا الجنوبية قالوا في وقت سابق: إن كوريا الشمالية تعتزم قتل وزير الدفاع الكوري الجنوبي، ونقلت «يونهاب» عن مصادر حكومية، لم تسمها، أن سول تلقت معلومات استخباراتية تفيد بأن بيونجيانج تخطط لاغتيال وزير الدفاع كيم كوان جين بسبب موقفه المتشدد من الدولة الشيوعية. ونقلت عن مصدر قوله: «وزير الدفاع مسؤول بارز ودائما ما نتابع مسألة تأمينه عن كثب». وذكرت تقارير أن الوزير ترافقه حراسة مسلحة حاليا، وقال مصدر آخر للوكالة: إن المسؤولين يحاولون اكتشاف عدد القتلة المحتملين الذين يتربصون بالوزير. تولى كيم كوان جين منصبه في ديسمبر الماضي، وقال: إنه ينبغي على سول أن ترد على الفور على أي هجمات تشنها بيونجيانج التي وصفته ب «المهووس بمواجهة كوريا الشمالية». وظل التوتر الشديد يخيم على العلاقات بين الجارتين لما يزيد على العام بسبب سلسلة من الأحداث، ففي مارس 2010 أغرقت سفينة حربية تابعة للقوات الكورية الجنوبية، مما أدى إلى مقتل 46 بحارا، كما قصفت مدفعية كوريا الشمالية جزيرة حدودية تابعة لكوريا الجنوبية في نوفمبر الماضي مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص.