هناك حيوانات محظوظة تعيش في كنف أصحابها يقومون تجاهها بالرعاية والعناية ما يتمنى بعض المحرومين لو كان لهم ولو جزء بسيط من الحظ والعيش الرغد الذي تعيشه تلك الحيوانات. وإذا كان البعض منا يحظى بحظ كبير عندما تُكتب له ثروة كبيرة، فإن الأغرب هو أن تجد من بين المحظوظين القلائل حيوانات تُعتبر من أثرى الحيوانات في العالم، وهي حيوانات أكثر ثراء من بعض معشر الكُتاب ومن كثير من القراء. فهناك الكلب جانثر الرابع الذي تُقدر ثروته ب 224 مليون دولار أمريكي ورثها عن الكونتيسة كارلوتا لبينستين. ومن بين ممتلكات هذا الكلب القصر الذي سكنته مادونا في ميامي بالإضافة إلى العديد من المنتجعات. وهناك أيضا الشامبنزي كالو، الذي تبلغ ثروته 53 مليون دولار، وكلب أوبرا وينفري، المذيعة الشهيرة، وتبلغ ثروته 30 مليون دولار. وإذا كانت مثل هذه الحيوانات محظوظة لأنها تعود إلى مشاهير أغنياء فإن هناك ملايين الحيوانات تعيش في «طفر» أزلي لا يضاهيه إلا طفر بعض الكُتاب. لكن أن يكون حماراً .. وغنياً فإن هذا حظ يفلق الصخر – كما يقولون. فقد كشف تقرير أعدته مؤسسة مراقبة عمليات الإحسان في المملكة المتحدة، عن أن البريطانيين يتبرعون لملجأ للحمير في مقاطعة ديفون أكثر من أي منظمات خيرية تنشط في مجالات أخرى. ووجد أن الدخل السنوي ل 200 جمعية من اكبر الجمعيات الخيرية التي تقدم خدمات لضحايا الانتهاك من النساء وتنشط في مجال منع تعرضهن للتعسف، يصل الى 97 مليون جنيه إسترليني، بالمقارنة مع 110 ملايين جنيه إسترليني للجمعية الملكية لحماية الحيوانات؟! السؤال الهام هنا هو: كيف نُفسر مثل هذا التوجه من قبل أناس أسوياء، نعرف أنهم كما يعطون هذه المبالغ الخيالية لحيواناتهم يقوم بعضهم - في نفس الوقت - بتقديم البلايين للبشر من المحتاجين ويساهم بعضهم في أعمال إنسانية سامية لا يقوم بعشرها أو أقل أصحاب الملايين بل والبلايين من أبناء جلدتنا؟!
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain