تحرص أعداد كبيرة من الشباب على اقتناء أحدث أجهزة الجوالات من ماركة البلاك بيري، لدواعي الاستعراض والتباهي بامتلاك الموضة ومسايرتها، ويستغلونها في تبديد الوقت وإضاعته، وقد أرجع المختصون تفشي هذه الظاهرة إلى شعور الشباب بالفراغ وعجزه عن توظيف طاقته في النافع والمفيد من الأنشطة، فتلك ثقافة لم يمتلكها أو يتطرق وعيه نحوها، خاصة في ظل عدم اهتمام الآباء باكتشاف ميول أبنائهم والعمل على تنميتها منذ الصغر، حتى تكون عونًا لهم في الكبر على الاستفادة من أوقاتهم.. «الرسالة» طرحت المسألة على المختصين وأدلوا لها بالآراء التالية: بادئ ذي بدء أوضح الأستاذ ماجد الجعيد أن معظم الشباب من الجنسين يعانون من الفراغ، ويحاولون التغلب عليه عن طريق الدردشة عبر الجوال أو مواقع الإنترنت، وهناك نماذج منهم تتسابق في اقتناء الموضة، لكن اللافت هو إدمان نسبة ليست بالهينة من الشباب على اللعب بالجوالات وإهدار الساعات الطويلة في التصفح العابث على شبكة الإنترنت، وهذه مشكلة يتوجب على المختصين علاجها وتجنيب الشباب لأخطارها. وبيّن أن نوعية شخصية الشاب هي التي تتحكم في طريقة استخدامه للجوال، فإذا كان الشاب جادًا ويدرك قيمة الوقت ويستغله في عمل مفيد، فإنه لن يستعمل الجوال في اهتمامات جوفاء، ويحرص دائما على النشاط المثمر والهادف، وأمثال هذه النوعية من الشباب تتوافر في الغرب بكثرة، حيث يحرص الشباب على وقته ويسخر منجزات التكنولوجيا من جوال وغيره، في إحداث المزيد من التطور والرقي لمجتمعه. وتمنى الجعيد على جميع الشباب الارتقاء بأفكارهم ومحاولة تطوير طموحاتهم، لأن العمر لا يمكن أن يقضى في اللهو واللعب كما يعتقدون، وإنما عليهم الاستفادة منه في تحقيق وبناء شخصياتهم. عبثية الاهتمامات من جهته قال القاضي بالمحكمة العامة بالرياض وعضو مجلس الشورى المتخصص الشرعي الأستاذ سليمان الماجد ان مما يؤسف له عبثية اهتمامات الشباب، حتى انطبق عليهم قول الشاعر «وتعظم في عين الصغير صغارها». وطالب الشباب بالالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم أو الدورات المفيدة، حتى يتمكنوا من التخلص من هذه العادات التي لم ولن تنفعهم بشيء، وبيّن أن لتقنية الجولات فوائد عديدة وجمة، وفي وسع الشباب أن يحدثوا نقلة نوعية كبيرة وهائلة في حياتهم، إذا وظفوا إمكاناتها في أمور نافعة، فستوفر عليهم الكثير من المشقة والعناء وعليهم التأكد من أن إضاعة الوقت في اللعب المستمر سرعان ما ستزول متعته، ولن تبقى لهم سوى الحسرة على إضاعة العمر. واقترح الماجد على الشباب بعض الحلول التي تساعدهم في شغل أوقات فراغهم كقراءة القرآن وتعلم العلم النافع الذي يعود نفعه عليهم في الدنيا والآخرة أو الالتحاق بأحد معاهد تعلم اللغات، وأكد ضرورة نصح الوالدين للأبناء وتوجيهم والجلوس معهم، ومناقشة مشكلاتهم والتعرف عليها. ثرثرة الجوالات وأوضح المستشار الاجتماعي الأستاذ عبدالرحمن جبل أن هناك نسبة كبيرة من الشباب أصبحت تدمن اقتناء هذه الجوالات ويتسابقون على امتلاكها، ولكن ليس بهدف تطوير أعمالهم ودراستهم وسهولة الوصول إلى المعلومة بأسرع الطرق، وإنما لمسايرة الموضة، وكشف عن أن معظم الشباب يعاني من الفراغ في حياته ولا يجد ما يشغله ويشعر بالملل وهذه الجوالات هي التي تضيع أوقاته وبذلك يتغلب على ما يشعر به من ملل. وطالب أولياء الأمور بالاهتمام بفلذات أكبادهم منذ الصغر، وأن يعلموهم كيفية الاهتمام بالوقت وكيفية الاستفادة منه في أنشطة نافعة، ومن الواجب عليهم اكتشاف ميول أبنائهم والعمل على إرشادهم إليها وتنميتها حتى تكون ةعونًا لهؤلاء الأبناء في تطوير حياتهم والاستفادة من حياتهم. ونصح جبل الشباب والفتيات بتدارك ما فات ومراجعة تصرفاتهم والتوقف عن إضاعة الوقت، في ثرثرة الجوالات والانترنت، والالتفات إلى ما يفيدهم، من تحصيل العلم أو لأن هذه الممارسات الخاطئة في استعمال الجوال لن تزيدهم إلا جهلًا وستهبط بقيمة حياتهم إلى أدنى درجة، فالشعور بالملل يمكن أن يعالج، حتى في مجال الترفيه النافع والمفيد كممارسة الهوايات بمختلف أنواعها، أما إضاعة الوقت فيما لا يفيد فهو من قبيل تبديد ما لا يقدر بما لا قيمة له.
والشباب يبررون.. مصدر شعور بالعصرية وسهولة التواصل وأوضح الشاب خميس بن ماضي أن سبب اقتناءه البلاك بيري يكمن في أنه جوال العصر وأن الشخص الذي لا يمتلك هذا الجوال شاب لا يمتلك أهم الأدوات المحققة للتسلية، لذا على الشاب الذي يمتلك ثمن البلاك بيري المسارعة إلى اقتنائه وذلك لل»وناسة». ومن جهته أشاد الشاب أيمن إسماعيل بالبلاك بيري في معالجة الكثير من المشكلات المتعلقة بوسائل الإنترنت، وتوفيره العناء في الكثير من المشكلات المتعلقة بوسائل الاتصال، وأضاف أن المقارنة بين الشخص الذي لا يمتلك بلاك بيري والآخر الذي توضح هذه الفوائد بجلاء، واستحسن خدمة «البن» التي يتيحها البلاك بيري والتي تمكن الشباب من التحدث مع بعضهم البعض 24 ساعة، بسعر أقل في التكلفة المادية.