وتتفاوت قصص نزيلات دور الأربطة لكن جميعهن يتكلم بلغة «المأساة» والتحسر على أيام «لمّة العيلة» واجتماع الأولاد وعلى الرغم من المذاق المر الا ان «المدينة» استطاعت ان تستنطق الأفواه الصامتة قبيل الشهر الفضيل وتسمع منهم القصص والحكايات. الصبر فضيلة فاطمة الحبشي - تسعين عاما - ومات جميع أبنائها بأنها تقضي شهر رمضان بين رفيقاتها في الدار وتشعر ببعض الألم لفقدانها أبناءها وكانت تتمنى بأن تكون معهم وتقضي كل رمضان معهم ولكن مشيئة الله فوق كل شيء والمسنات هنا في الدار ليس أفضل مني فهم يعانون مثل ما أعاني ولكن يبقى إيماننا بالله وصبرنا على فقدنا أبنائنا. ضيق ذات اليد وعيشة سمكري والتي فقدت أبناءها ايضا في حادث تعيش في الدار مع ابنة لها ويعانون من ضيق ذات اليد تقول: يمر علي شهر رمضان أتذكر أبنائي وكم كانوا بارين بي وكنت أقضي شهر رمضان بينهم والآن لم يبقى لي الا الذكرى اتذكرهم واتذكر ليالي رمضان وكيف كانت تجمعنا سفرة واحدة على الفطور والسحور ولكن في هذا الدار وجدت أبنائي واخواتي واللواتي لم نأت من بطن واحدة ولكن همومنا واحدة وافراحنا واحدة وايضا اهل الخير الذين لا يقصرون معنا والذين يأتون لزيارتنا في رمضان وتقديم المساعدات لنا. لإبنتي حياتها وتحكي المسنة فاطمة حسين عن كيف تقضي أيامها في شهر رمضان تقول أقضيها بين المسنات في الدار منذ أن أقمت فيها منذ سنوات صحيح أن لدي ابنة متزوجة ولكني لم لا أحب أن أكون حملا عليها رغم إصرارها على أن أكون معها ولكن هنا في الدار أجد من يؤنسني صحيح أنني أفتقد إبنتي كثيرا وأتمنى أن أكون معها في كل شهر وأن أقضي بين أحفادي هذا الشهر ولكن أفكر كثيرا أن لإبنتي حياتها الخاصة ولا أحب أن أكون ثقيلة عليها فأيامنا في رمضان أحيانا نشعر فيها بالغربة بعيدا عن الأهل والأقارب ولكن ظروف الحياة من جعلت منا نزيلات لتلك الدور.