لايمكن تجاهل السلوكيات التي أصبحت تميّز بعض النساء في المجتمعات العربية، في صورة تظهر اضطرابا واضحا في شخصيات وتصرفات بعضهن. فنتيجة لعقود من تسيّد الثقافة الذكورية في المجتمعات العربية، وإحباطها لمحاولات النساء التخلص من التسلط الذكوري، انبرت فئة من النساء اللواتي نال بعضهن قدرا عاليا من التعليم والثقافة، ومارسن أدوارا فعّالة في مجتمعاتهن، ليدافعن عن حقوقهن الاجتماعية، ويطالبن برد اعتبارهن، إلا أنه في خضم تلك المطالبات، تخلى بعضهن عن صفات الأنوثة التي تميّزهن، وبالغن في ردود الأفعال ضد التسلّط الذكوري، وثُرن ثورة لاهوادة فيها على صنف الرجال، وأصبح بعضهن يتصرفن بحدة غير مبررة، ويتحدين بنظراتهن كل الذكور، لمجرد أنهم ذكور، ويطلقن ألسنتهن بصوت مرتفع وألفاظ غليظة، ليثبتن أنهن غير ضعيفات، وأنهن يضاهيهن قوة الرجال، ووصل الحال ببعضهن إلى تعنيف الرجل والإساءة إليه دون مسوّغ. من الواضح أن سلوك التنمّر واحد من أسباب المشكلات الزوجية التي قد تنتهي بالزوجين إلى الانفصال، إذ من المثير للقلق ارتفاع نسبة الطلاق في المجتمع السعودي خاصة خلال العام الأول من الزواج، فبعض النساء، يحاولن أن يسبقن الرجل في «ذبح القطة» لدى بداية الزواج، في محاولة لتفعيل مبدأ «الهجوم أفضل وسيلة للدفاع» مما ينعكس سلبا على علاقة المودة والرحمة بين الزوجين. في رأيي أن سلوك «المرأة المتنّمرة»، على الرغم من فظاظته، له ما يفسره من الناحية الاجتماعية والنفسية، فانتشار حالات العنف الأسري والاجتماعي، وهضم حقوق المرأة في كثير من المجتمعات العربية، كعضل النساء، والاعتداء على أموالهن من بعض الرجال معدومي الضمائر، أدى ببعض الفتيات والنساء إلى تجاوز الحدود في الدفاع عن أنفسهن، في ظل قصور واضح للأنظمة الاجتماعية والقوانين المراعية للحقوق والواجبات المدنية، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والإحسان إليها، ونتيجة تفسيرات مضطربة لقضايا النساء، وتطبيقات غير سليمة لبعض تعاليم الشرع الحنيف، من بعض الذين ضيقوا واسعا، واختلط لديهم فهم بعض الأحكام الفقهية، بثقافاتهم وعاداتهم الخاصة. [email protected]