• النفس البشرية تنفر – دوما- من الكشف عما يدور في خفاياها من ميول.وتكره أن يوجهها أحد بما تنطوي عليه من نزعات. والأخطاء عادة تنجم من الجبن عن مواجهة الحقائق ..وعدم الصدق مع الذات. فالمرء عادة ما يفتح عينيه على الآخرين .. ويُعمل جميع حواسه بحثا وراء تفسير لسلوك الآخرين وتحليل انفعالاتهم..لكنه مع ذاته.. يفضّل سياسة النعامة على سياسة التبصّر.لذا يظّل المرء يتخبّط في حيرة وفي قلق واضطرابات نفسية وإذا ما واجهه أحد بأهمية أن يفتح عينيه على ما يدور في قرارة نفسه مهما كان بغيضا..أخذ يلف ويدور ويبحث عن تفسيرات وهمية..ويحمّل الآخرين وزر متاعبه وأنهم أسباب عذابه..فالمرء دوماً يستسهل إلقاء المسؤولية على الآخرين وإدعاء دور الضحية دون أن يدع لنفسه فرصة أن يلقي نظره واحدة داخل أعماقه وأن يتجمّل بالشجاعة والأناة ويفتح عينيه عما يدور في نفسه ولا يفعل ذلك عادة إلاّ من آمن أنه هذا هو الثمن الذي يجب أن يدفعه إذا أراد لنفسه شفاء من متاعبه ومعاناته.فالصدق مع الذات .. والتبصّر في حقيقة أحوالها.. أوّل طريق الفوز بالصحة النفسية... • يقف التصلّب عقبة في وجه كل التوافقات الداخلية الفردية للإنسان أو الخارجية مع الآخرين. ويكون سببا للجنوح نحو سوء التوافق..أو انحراف الشخصية وقد يؤدي إلى أسوأ من ذلك.. وفي زمن كزمننا..ينعكس التصلّب في كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية. ويتزايد عدد المتعصبين المتمسكين بآرائهم تمسكا شديداً .يدافعون عنها دفاعاً مستميتا ويضمرون العداء لكل من يختلف معهم وغالبا ما يعود ذلك إلى خبراتنا في الطفولة إذ نتعلّم طرقاً ونكتسب عادات لحل المشاكل ومواجهة المواقف هذه الطرق والأساليب تثبت في قناعاتنا كما أننا نتمسك بسلوكيات ومعتقدات لا نتعلّم معها المرونة مما يجعلنا غير قادرين على التخلّي عنها. وحينما يفرض الواقع علينا ظروفاً تتطلب سلوكا مختلفا نعيش شعور العجز والضيق والحصر والقلق ونميل إلى التعصّب لطريقتنا والتصلّب الفكري كردّ فعل ونرفض تقبل الآخر. مما يجعلنا مرفوضين منبوذين فيؤثر كل ذلك بدوره على اتزاننا وتعاملنا السوي مع الأحداث الآخرين. لوأننا تبنينا المرونة وتدربنا على مهاراتها لكنا حصدنا نتائج أفضل..
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (46) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain