في موسم الإجازات والأعياد وبالأخص إجازة الصيف تكثر مهرجانات الطفل وأدوات الترفيه من خلال الملاهي في الأسواق التجارية والعروض التي تقدم للأسر والطفل بصفة خاصة، وتقام مهرجانات خاصة بالأطفال ويحضرها الكثير من الأطفال بدواعي الترفيه عن النفس وتقام مسابقات وألعاب بعضها هادف وتربوي ويخاطب نفسية الطفل وهذه الإيجابية لا تمثّل إلا قلة.. والغالبية من هذه المسابقات والألعاب لا تمثل أي دور تربوي على أسس علمية وتُبنى على اجتهادات شخصية، البعض الأكثر منها تهدف إلى الربح المادي وتقدمها عناصر بشرية تفتقد أبجديات التأهيل التربوي في علم الطفل وهي غير مؤهلة أساسًا حتى من الناحية الفكرية والعلمية لتقديم وإعداد فقرات للأطفال. هذا بالنسبة للأماكن العامة والمهرجانات التي تقدم برامج الأطفال في الأسواق التجارية والملاهي.. تصوّروا ما علاقة الطفل وهو يشاهد شخصًا يأكل ثعبانًا أمامه.. وآخر يقوم بترويض أسد أو حيوان مفترس أمامه.. أو ألعاب بهلوانية خطرة.. أو ألعاب أخرى تعتمد على خفة اليد.. وأخرى مرعبة جدًا لا يستطيع الكبير مشاهدتها فما البال بطفل لا ينام ربما يومًا كاملًا بسبب مشاهدتها.. فهي على العكس لا تمثل أي دور جميل للطفل ولا تزرع الثقة في نفسه ولا الطمأنينة بل سوف يكون جيل مهزوز تمامًا. كان ما يُقدم للطفل في زمن البدايات قبل وجود الإمكانيات المتاحة حاليًا يقدم الفكرة والهدف.. الذي يرتاح له الأطفال من كلمات وعروض ومسابقات وأناشيد فكيف باليوم في ظل التطور التقني والعلمي. هذا أيضًا الكلام السابق ينطبق تمامًا على القنوات الفضائية التليفزيونية من ناحية إعداد وتقديم برامج الطفل فقط ترى مقدمًا يستعرض قدراته الشخصية ولا يقدم فكرة أو مضمونًا هادفًا.. وآخرون منهم يتوهمون أنهم ليس لهم مثيل في تقديم البرامج وهم النخبة وربما معهم حق لأن ليس هناك جهات رقابية تعترض طريقهم وتوقفهم بقوة لكي لا يمارسوا جهلهم على البراءة. مخاطبة الطفل علم خاص بذاته لا يجرؤ على الخوض فيه إلّا خبير ودارس وليس مكانًا أو محطة للتجارب المتخلّفة العقيمة. نتمنى أن يعاد النظر والاستعانة بالخبرات السابقة وإيقاف هذه المهازل البعيدة كل البعد عن براءة الطفل وأفكاره الغضة فهم جيل المستقبل القادم الجميل.