-1- لا أدري إلى متى يستمر دور المرأة محكوماً برضا ومُباركة الأطراف الذكورية المتنازِعة عموماً ، وفي الأندية الأدبية على وجه التحديد ؟ وفي الأخيرة حيث المشهد الثقافي يتجلى دوره التنويري تبرز المُعضلة بشكل أكبر ، لأن تحجيم دور حواء واختزاله في المشاركة الشكلية وعلى استحياء يعكس ديمومة ثقافة أُحادية التفكير ، وتعاظم سلطوية الرجل غير المُبررة في محاضن من المُفترض أن يتلاشى معيار الجنس فيها كمُحدِد للحراك الثقافي ، وتتمحور الأفضلية فيها لمن يمتلك توجيه بوصلة الإبداع ، والقدرة على التأثير الفاعل في محيطها المُتعطش للأفكار الجديدة ، والحضور الإيجابي بعد أن غُيبت ردحاً من الزمن بفعل الإسقاطات السلبية التي صاحبت أداءها خلال الحقبة البائدة. إن التمادي في تغييب الدور الكامل للمرأة المُبدعة يعني أننا عطلنا نصف القوة البشرية التي تتعاطى الثقافة كهم ذاتي يؤرقها ، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار الخط التراكمي المتزايد للمرأة السعودية المُثقفة التي تحتاج من وجهة نظري للثقة فقط ؛ لتمارس دورها بعيداً عن الإرهاصات التي حصرته في عضوية اللجنة النسائية سابقاً ، وعضوية مجلس الإدارة في التنظيم الجديد ، والخوف كل الخوف ألا يتغيِّر الوضع بقدر ما تتغيِّر المسميات ، ويستمر حضورها ثانوياً لا يُخوُلها لتغيير النظرة النمطية في الذهنية المجتمعية عن أثر المرأة الإيجابي في حال منحها فرصة إبراز طاقاتها الكامنة. -2- اطلعت على البيان الصادر من وزارة الثقافة والإعلام حول تحديد مفهوم الثقافة المُرتبطة بالأندية الأدبية ، تفاجأت في البداية وانتابتني نوبة من الدهشة حول الوضع الذي وصلنا إليه والمتمثل في عجز قادة الفكر ، وأرباب الثقافة في الأندية الأدبية عن تحديد مفهوم شغلهم الشاغل، ولكنني استدركت الأمر وقلت في نفسي : إن الوزارة كما هي بقية الجهات تمارس دورها في تحديد ما تراه ، ولكنني أيضاً قلت : يمكن أن يحدث هذا إلا في حضرة الثقافة ؛ لأنها منهج تنويري يجب ألا يخضع للتأطير الضيق بقدر ما يجب أن يتسع مدلولها ليشمل ما قاله إدوارد هيريو لها بأنها «ما يبقى في ذاكرتنا عندما ننسى كل شيء» لا كما قال البيان التوضيحي الذي اختزلها فيما يرتبط بالأندية الأدبية ، وكأن هذه الأندية لها ثقافة تختلف شكلاً ومضموناً عن الثقافة بمدلولها الشامل. لقد كشف هذا البيان أن ثمة سياسة ستُنتهج في إدارة المشهد الثقافي يمكن قراءة ملامحها من خلال القولبة التي صِيغ بها ، وتقنين الممارسات التي ستقوم بها الأندية في المستقبل ، كما ان هذا البيان عمق الاختلاف حول مفهوم الأندية ذاتها فيما يرتبط بالأدب الجزء وما يرتبط بالثقافة الكل عندما أكد على التركيز على المجال الذي أُسست من أجله وهو الأدب بأنواعه المتعددة .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (33) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain