إن المتتبع لكافة البرامج والأنشطة والفعاليات التي تنطلق خلال فصل الصيف ويكون الهدف منها استثمار وقت الفراغ ثقافياً واجتماعياً ورياضياً من خلال تقديم البرامج والفعاليات والأنشطة الداعمة لهذا الغرض والتي تعد ركناً هاماً ومحورياً في نشر الثقافة المجتمعية الإيجابية ونبذ الثقافة السلبية الجالبة لهدم القيم والمبادئ والسلوكات المجتمعية.. إن المتتبع لذلك يجد أن النصيب الأوفر منها يحمل الصبغة الإسلامية البحتة ويقوم على تنفيذها والإشراف عليها الكثير من المشائخ الفضلاء وهذا بالتأكيد يسجل لصالحهم ويقدرون عليه كل التقدير نظراً لما يبذلونه من جهود مباركة في سبيل تفعيل دور تلك الملتقيات بالمحاضرات والندوات والدورات والفعاليات الرياضية والمجتمعية وقد أسعدني كثيراً ما وجدته أثناء زيارتي لملتقى البحر الصيفي بمدينة جدة والذي يقام ضمن فعاليات وبرامج صيف جدة 32 بأبرق الرغامة حيث وجدت في أروقته الكثير من الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية والرياضية ذات القيمة الجيدة والتفاعل المثمر والحضور اللافت من قبل الجمهور حيث تميز ذلك الملتقى بتنوع برامجه وأنشطته ومناسبتها لكافة المستويات العمرية بالإضافة إلى تفاني القائمين عليه في تقديم الخدمة والعون لكافة الزائرين لها وأخص بالذكر الدكتور سعود القحطاني رئيس الملتقى والدكتور عبدالرحمن السلمي ومعهم الكثير من الكوادر الرائعة والمتوثبة دائماً لتفعيل المهام الموكلة اليهم وكم كنت أتمنى أن تتسع دائرة برامج ذلك الملتقى لتشمل كافة البرامج المجتمعية ذات الصبغة الاجتماعية والثقافية والإعلامية المعاصرة والأكثر انفتاحاً على الغير وأكثر تلمساً لذلك الواقع الذي نعيشه ويفرض نفسه على واقعنا حتماً وأن يكون ضمن تلك البرامج التي يقدمها الملتقى ثقافة الحوار التي تنطلق فعالياتها من خلال تنفيذ برامج وانشطة يدخل ضمن أطرافها أطياف ثقافية ومذهبية وفكرية أخرى وأن تتحقق لغة ذلك الحوار على أرض الملتقى في محاولة من كل من الأطراف إلى إبراز وجهة نظره ودفعها بما يتوفر لديه من رؤى وأفكار وأن تكون أرض ذلك الملتقى فرصة لإذابة الكثير من ركام الجليد المتقادم وإزالة الكثير من الضبابيات المتراكمة أيضاً والتي كانت تحجب الأطراف المختلفة عن كشف خبايا الآخر وقناعاته ومنطلقاته ولعل هذا الأمر تحديداً يعد ركناً هاماً نتمنى أن نراه مستقبلاً في كافة ملتقياتنا الثقافية والاجتماعية كي يتحقق لمجتمعنا التوازن الطبيعي فكراً وسلوكاً وقيماً ومبادئ. ولعلي هنا ومن خلال تلك النجاحات التي تحققها مثل تلك الملتقيات وملتقى البحر إنموذجاً أطرح تساؤلاً عريضاً يمتد بامتداد مساحة هذا الوطن الكبير وأوجهه إلى بعض المؤسسات التي تتحمل مثل هذا الدور كوزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العليا للسياحة والآثار وأقول لهم: أين دوركم في استثمار فصل الصيف في نشر الثقافة المجتمعية وتعزيز السلوكات والقيم؟ إن مشاركاتكم لا تزال دون المستوى وإن وجدت فعلاً فهي ولا تزال خجولة وقاصرة. وأجدني هنا أخص بالذكر الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي يقع على عاتقها مهمة خدمة الشباب رياضياً وفكرياً فأقول للقائمين عليها لماذا تتوقف برامجكم وأنشطتكم خلال فصل الصيف وتزداد كثافتها فترة الدراسة وخاصة فترة الاختبارات؟ وختاماً هذه دعوة أوجهها إلى كافة تلك المؤسسات بأن نرى في الأعوام المقبلة الكثير من تلك البرامج والأنشطة كل فيما يخصه وألا نلقي بالتهم على المؤسسات الدعوية التي أحسنت استثمار هذه الفترة الزمنية الهامة جداً خير استثمار.. والله تعالى من وراء القصد. www.Dr-muhammed.net [email protected]
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (43) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain