أوضح الداعية المعروف والأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامي الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ أن أكثر الكتب التي أحب قراءتها هي كتاب الله تعالى فهو خير كتاب تشغل به الأوقات، لذلك أحاول قدر الإمكان أن أشغل وقت فراغي بتلاوته، وبعد ذلك أميل في الغالب لقراءة كتب التاريخ والتراجم والسير لما فيها من العبر والدروس التي أستفيد منها في حياتي، وآخر الكتب التي فرغت من قراءتها هو كتاب (وزير مرافق) للمرحوم معالي الدكتور غازي القصيبي، وقد شدني الكتاب كثيرًا، واستفدت منه بفوائد ربما لا أجدها في كتاب آخر، خاصةً من صاحب خبرة إدارية وعقلية فذة مثل الدكتور غازي القصيبي. أوقات الفراغ وعن كيفية قضاء أوقات الفراغ كشف آل الشيخ أنه: يبحث في الحقيقة عن وقت الفراغ حتى أقضيه مع أبنائي وأسرتي، فعملي في الجامعة يأخذ مني كل وقتي، فما بين المحاضرات وقراءة البحوث والتحضير إلى مقابلة الطلاب الذين أشرف عليهم في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، ومتى ما تحصلت على وقت ولو يسير جعلته لأبنائي فلهم علي حق، وقد خصصت بعد المغرب من كل يوم لوالدتي حفظها الله تعالى ولا أقبل أن أضيع هذا الوقت أو أصرفه في شيء آخر مهما كان وهذه طريقتي من فترة طويلة. علاقته بالشعر وعن علاقته بالشعر أوضح أنه ليس من هواة الشعر ولا يحسنه وأن الشعر لا يشده في الحقيقة وإن كان منه ما هو حسن ومنه ما هو قبيح لكن البيت الذي استوقفه ويحب ترديده دومًا وكثيرًا هو قول أبي منصور عبدالقاهر بن طاهر البغدادي- صاحب خزانة الأدب-: يا من عدى ثم اعتدى ثم اقترف *** ثم انتهى ثم ارعوى ثم اعترف أبشر بقول الله في آياته *** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وعن ما يذكره من سنوات طفولته قال: كنت في طفولتي أتردد كثيرًا على منزل عمي ووالدي سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة، فهو أخو الوالد الأصغر ووالدي من الرضاع وزوج خالتي، وكان والدي رحمه الله يسكن معه في بيت واحد، وكنت أتنقل بين بيت جدي لأمي الشيخ عبدالله بن صالح بن محمد آل الشيخ رحمه الله، وبين بيت الوالد وسماحة المفتي، وكنت أستفيد من العم سماحة المفتي، وأقرأ عليه في المختصرات والمطولات، وكنت أحضر مجالسه وأستفيد من سمته وعلمه، وكثيرًا ما رافقته في المناسبات. مواقف طريفة ومن المواقف الطريفة التي يذكرها في طفولته الموقف الذي حدث عندما كان في الصف السادس الابتدائي وكان مشتركًا في حلقة تحفيظ للقرآن بالمسجد المجاور للبيت وبعد صلاة العصر هرب من الحلقة واختبأ في بيت منارة المسجد برفقة أخيه الصغير وليد عن الشيخ موفق العوض إمام المسجد ومدرس الحلقة، وانغلق عليهم باب المنارة، وحاولوا جاهدين فتحه لكن لم يستطيعوا وصعدوا فوق المنارة، ونادوا بأعلى أصواتهم حتى حضر الشيخ موفق، وحاول فتح الباب ولم يستطع ومكثوا في داخل المنارة حتى بعد صلاة المغرب تم الاستعانة برافعة كبيرة وأخرجوهم من المنارة، ثم عاقبهم الشيخ موفق على هروبهم من حلقة تحفيظ القرآن، وعاقبهم على دخولهم بيت المنارة. وعن أحب الأشياء إلى نفسه في الحياة أوضح أنه يستمتع كثيرا بالتدريس، ويمل من الإجازة، ويحب البحث والقراءة والمناقشة مع الزملاء. ممارسة الرياضة وأما الرياضة التي يحب أن يمارسها فقال: إن الأطباء كثيرًا ما نصحوني بالمشي والسباحة ولكن كلما ذكرت أنني لا أمتلك وقتًا لذلك حدثت نفسي بأن أقتطع وقتًا ولو متأخرًا من الليل للمشي ولكنني أيضًا لا أفعل. وكشف آل الشيخ أنه يحب السفر للخارج وسافر كثيرًا إلى عدة دول حيث كان داعيًا بوزارة الشؤون الإسلامية وقد شارك في العدد من البرامج الدعوية خارج المملكة، وأنه يحب السفر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث سافر إليها أكثر من عشر مرات وقد كانت لغته الإنجليزية ضعيفة آنذاك ولكنه لم يواجه أي مشكلة بسبب اللغة، إضافة لكونها بلد مترام الأطراف ويجد بكل مدينة مركزًا إسلاميًا والمسلمين هناك بحاجة ماسة لمن يوجههم ويرشدهم. أفضل هواية وأضاف أن هوايته المفضلة التي دومًا ما يمارسها هي الجلوس في مكان هادئ وبارد ومعه كتاب يقرأ فيه ولهذا كثيرًا ما تنقضي عليه الإجازات عليه الوقت وهو يقرأ كتابًا أو صحيفة. أوضح أن أفضل الطرق التي اتبعها في تربية أبنائه استمدها من سفيان الثوري رحمه الله الذي قال: (لاعب ابنك سبعًا وأدِّبه سبعًا وصاحبه سبعًا ثم اتركه للتجارب) فالصغير دون السابعة يعطى حريته في اللعب ولا يشد عليه في التأديب والتوجيه، وإنما يترك ليتعلم ويقتدي بك أيها الأب بالمحاكاة والمشاهدة، وإذا بلغ السابعة حتى الرابعة عشرة، فتبدأ بالتربية والتأديب والتوجيه والإرشاد بالرفق واللين، وإذا بلغ الرابعة عشرة حتى يبلغ الحادية والعشرين فإن الأب مطلوب منه مصاحبة ولده ويتخذه كالصاحب له يشاوره ويأخذ برأيه، ويستعين به في قضاء حوائج البيت ليدربه على الرجولة، وإذا بلغ الحادية والعشرين، فقد وصل إلى المرحلة التي ينبغي أن يترك ليتعلم من تجاربه وأخطائه. نصيحة للشباب ونصح الشباب فقال: إنه من الواجب أن يعلم الشباب أن عمره رأس ماله فلا يضيعه فيما لا فائدة فيه، وأن يتخير أصدقائه، وأن يجتنب صحبة الأشرار ومجالستهم، وكذلك أن يحافظوا على صلوات الجماعة، فإنها السبيل للنجاة، وألا يناموا عن صلاة الفجر، مع محافظتهم على جعل وردًا من القرآن كل يوم يحفظونه، فخير الناس أنفعهم للناس، وعليهم مطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وسيرة السلف الصالح لعلهم يكتسبوا بعض صفاتهم، وعلى الشباب المداومة على حضور مجالس العلم، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم، وأن يطيعوا والديهم وألا يغضبوهما، فإنه لا يدخل الجنة عاق، هذه بعض النصائح لعل الله ينفع شبابنا بها. واختتم آل الشيخ بأنه يحب تناول السلطات بالمقام الأول بجميع أنواعها، ومن ثم الحساء، وخاصة شربة كريمة الدجاج، ويستهويه الأكل الهندي والإيطالي واللبناني، ولا يرغب أبدًا بالأكل الصيني، وأما الأكل الشعبي فهو سيد الطعام، وهو الحاضر دائمًا لديه، ويتجنب في الغالب الوجبات السريعة والأكل الذي به دهون كثيرة.