قال الضَمِير المُتَكَلّم : يقول أحد الأكاديميين الشّيْبَان قبل عشرين سنة تقريباً ، قَدّمت على وظيفة محاضر في إحدى جامعاتنا ؛ بعد أن حصلت على شهادة الماجستير في التربية من إحدى الجامعات الأمريكية ، وأثناء انتظاري للمقابلة الشخصية كان أعضاء اللجنة يتهامسون وهم يتناولون قهوة الصباح ، مع ( القُدُوع ) الذي كان تمراً فاخراً ، وكان أحدهم يحثّ صاحبه على التهام المزيد منه باعتباره من المقويات إياها مما يحبه الرجال . وفَوْر انتهاء حفلة ( القُدُوع ) تلك تم استدعائي للمقابلة ، وباعتباري متخرجا من أمريكا كان السؤال الأول بعد التعريف : ما رأيك ب ( نظرية سيجموند فرويد ) التي يُرجع فيها الكثير من تصرفات الإنسان لأصول وسلوكيات تعود للغرائز إياها ؟! يقول الصديق الأكاديمي : ولأني كُنْتُ بَايعْهَا ، خاصة أنهم لم يَعْزِموا عليّ ولو بتمرة واحدة من ( قُدُوْعِهم الفاخِر ) ؛ كانت إجابتي : يبدو لي أنّ في بعض تفاصيلها شيئا من الصحة ، والدليل أن ( أَكْل التمر له تبريره حيث يطبق نظرية فرويد ) ، وهنا ما كان منهم إلا أن اكتفوا بهذا السؤال مع الأمر بانصرافِي ! هذه الحكاية تذكرتها وقد وصل لبريدي قبل يومين رسالة عنوانها ( سعودية تَرقُص ) ، وكان الرابط لنصيحة دينية !! فهل أصبحت العبارات والعناوين والقصص والفضائح إياها مصدر جَذب لمجتمعنا ؟! أما الخارج فلا شك أن هذه نظرته وفلسفته تجاهنا ، ووسيلته لاقتناص دراهمنا وقبل ذلك عقولنا ؛ فمثلاً زيارة عابرة عاجلة للمكتبات وأَكْشَاك بَيع الصحف والكتب في (ميادين القاهرة )، أو في (شارع أجور رود « العَرب « في لندن ) تكشف الحقيقة ؛ فالعناوين التي تتصدر أماكن العرض موجهة لنا مثل (فضيحة سعودية ...) ..عناوين صُنِعت لنا بينما المضمون من الداخل تفاهات وأكاذيب ، والأسلوب نفسه تمارسه بعض الصحف والمجلات والقنوات الموجهة لمجتمعنا !! هذا من الخارج ، ولكن للأسف حتى الداخِل يصنع الفعل نفسه ؛ وَلِتَتَأكدوا تابعوا العناوين في منتديات الإنترنت ، وفي اليوتيوب !! فقد أصبح حتى بعض المتدينين ينشرون مواعظهم بالأداة نفسها ؛ عنوان مثير أو فضائحي ثم النهاية تحذير من عذاب القبر !! فما أسباب تلك الظاهرة ؟! وهل مجتمعنا تطبيق عملي صادق ل ( نظرية سيجموند فرويد ) ؟! أترك الإجابة لكم ، وفضلاً لا تنسّوا كَثّروا من ( القُدوع ) !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . فاكس: 048427595 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain