نؤمن نحن المسلمين بأن الجزيرة العربية التي وصفها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام كما جاء في محكم التنزيل بأنها قاحلة مجدبة (ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ) ستعود جنات و أنهارا ، و هذا الإيمان بالطبع مبني على الأخبار الغيبية عن الصادق المصدوق سيدنا محمد في كثير من الأحاديت المتواترة عنه صلى الله عليه و سلم ، منها ما رواه الامام مسلم في صحيحه بسنده عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ( لن تقوم الساعة حتى تعود ارض العرب مروجا وانهارا ). و هذا الخبر يعنينا من عدد من الجوانب الهامة منها أنه يحمل في طياته تحدياً نبوياً و شاهداً غيبياً آخر على مصداقية رسالة محمد صلى الله عليه و سلم و إخبارا بحقيقة تاريخية موغلة في القدم بأن الجزيرة العربية كانت في الأزمنة الغابرة ( منذ 10,000 سنة ) أرض مروج خضراء و مياه منسابة و هو ما تؤكده الدراسات الجيولوجية و التي تبين أيضاً بأن الأرض كانت تمر بعصور جليدية في أوربا و شمال الكرة الأرضية عموماً ، و من ناحية أخرى يثير تساؤلات مشروعة عن موعد تلك العودة المرتقبة و عن الأجيال التي ستستمتع بذلك التحول الجغرافي الهائل الذي سيشمل أرض العرب و بقية أرجاء المعمورة ، و هل سيشهد من هم أحياء يرزقون اليوم إن طال بهم العمر ذلك التحول ؟. و يبدو أن الإجابة بالإيجاب و أن ذلك التحول المناخي العالمي قد بدأ بالفعل. ففيما أعتبره البعض أحد أهم التطورات العلمية في السنوات الأخيرة صرح عدد من ألمع علماء فيزياء الشمس في الولاياتالمتحدةالأمريكية بأن الشمس في طريقها إلى عصر متطاول من الهدوء النسبي مما قد يعني أن الأرض ستدخل في عصر جليدي أصغر خلال العقد القادم. جاء الإعلان العلمي المشار إليه من قبل علماء بارزين جداً يعملون في ما يعرف بالمرقب الأمريكي للشمس المعروف إختصاراً ( NSO ) الذي أصدر بالتعاون مع مختبرات القوات الجوية الأمريكية الثلاثاء الماضي 14 يونيو 2010 م ثلاث دراسات مستقلة عن بعضها البعض عن أنشطة نجم مجموعتنا الشمسية و سراجها المنير الشمس ، خلصت كل تلك الدراسات الثلاث إلى أن الشمس مقبلة على دورة شمسية ستتسم فيها الشمس بفتور نسبي في نشاطاتها. تمر الشمس بدورات فلكية عدة بعضها يتكرر كل 11 عاماً و أخرى كل 131 عاماً ، و تعتبر البقع الشمسية التي يمكن ملاحظتها و إحصاء عددها من الأرض و يوجد لها سجلات على مدى ال 400 سنة الماضية مؤشراً قياسياً على شدة النشاط الشمسي ، و تبين مرور كوكبنا بما يعرف بمنخفض «ماوندير» Maunder Minimum ) لعدد البقع الشمسية تتدنى فيه البقع للحد الأدنى. و على الرغم من أن الشمس تقترب من نهاية الدورة الأحدعشرية ال 24 و التي من المفترض بأنها ستبلغ ذروة نشاطاتها في عام 2012 م ، إلا أن التقارير الثلاث المشار إليها تخلص إلى أن ذلك و على عكس كل التوقعات لن يحصل و أن نشاط الشمس في طريقه إلى الخفوت بل إن الشمس قد لا تدخل في دورة أحد عشرية ال 25 ، و تطرح التساؤل التالي : هل نحن مقبلون على منخفض «ماوندير» جديد الذي إختفت فيه بقع الشمس السوداء بشكل كلي أو كادت و هو إختفاء موثق علمياً بشكل جيد ، أدى إلى عصر جليدي أصغر أصاب أوربا و شمال الكرة الأرضية في القرن السابع عشر ما بين 1645 – 1715 م و أدى إلى تجمد أنهار أوربا و بحيراتها و إنتشار حقول الثلج فيها على مدار العام ، و استنتج العلماء منه أن الأرض لم تزل تمر بعصور جليدية صغرى أخرى بشكل دوري تطول أو تقصر ، و الأهم هو ربط تلك الدورات من العصور الجليدية بظاهرة إختفاء البقع الشمسية السوداء ، الأمر الذي يجري حالياً في دورة شمسية جديدة من تناقص ثم إختفاء البقع الشمسية السوداء. و على الرغم من التناقض العلمي بشأن نظريتي الإحتباس الحراري و العصر الجليدي الأصغر القادم ، و بالرغم من الاستعدادات الهائلة لكل من الولاياتالمتحدة و بريطانيا للعواصف الشمسية المدمرة إلكترونياً و لشبكات توليد الطاقة ... الخ و التي من المفترض أن تضرب الكرة الأرضية ما بين 2012 – 2013 م و التي تبدو التنبؤات بنتائجها أشبه ما تكون بتحذيرات عام 2000 للمشكلة الرقمية للحاسبات و التي هولت لدرجة مفزعة وصورت بأنها ستقطع أجهزة غرف العمليات و تسقط الطائرات و تقطع التيارات الكهربية .... الخ ثم مرت بسلام لم يكد يلحظها أحد سوى النزر القليل من الحالات المتفرقة غير ذات الشأن. ألا أنه يبدو أن الشواهد التاريخية الجيولوجية تؤيد و بشكل قوي نظرية العصر الجليدي القادم بناءً على تدني بقع الشمس السوداء تدريجياً من على سطح الشمس بداية من 2007 م ، و أن التغيرات المناخية القادمة ستصحبنا بداية من السنوات القليلة القادمة إلى ما لا يعلم مداه إلا الله ، و عندها سنشهد عياناً تحول بلاد العرب إلى جنات و أنهار.